رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة الله منقطعة النظير الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( رو 5: 8 ) إن محبة الإنسان في جميع مستوياتها وعلى اختلاف درجاتها، تتوجَّه إلى هدف ترى أنه جدير بها. ولكن من السِمات المُميزة للمحبة الإلهية، أن هدفها لا يتسم بأي مؤهل ذاتي «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ). فالحقيقة المُذهلة التي تفوق كل إدراك بشري، والتي لا تُعلَن لنا في الطبيعة، بل في كلمة الله، هي أن الإنسان رغم نقائصه وحالته اليائسة وكراهيته لله، ونفوره المتأصِّل من كل ما هو مقدَّس، فإنه موضوع محبة الله. وليس هذا الأمر بنظرية تستوجب التأمل وإمعان الفكر، ولكنه واقع يحمل أرفع وثائق الاعتماد. لقد ظهرت محبة الله، لم تَعُد سرًا مكتومًا في صدر الله، فإن إعلانها كان تامًا وافيًا في شخص ابنه الوحيد الذي جاء في خيمة الجسد كالدليل الفذ على تلك المحبة الفريدة «بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به» ( 1يو 4: 9 ). إن أعظم إثبات للمحبة هو أن يضع الإنسان حياته. فما من تضحية يمكن أن تسمو على ذلك «جلدٌ بِجِلدٍ، وكل ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه» ( أي 2: 4 )، ولكن المسيح قد وضع حياته عنا كما قال: «وأنا أضع نفسي عن الخراف» ( يو 10: 15 ). تكاد تكون تضحية النفس، بين البشر، أمرًا بعيد الاحتمال «ليس لأحدٍ حبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه» ( يو 15: 13 ). «فإنه بالجهد يموت أحدٌ لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحدٌ أيضًا أن يموت. ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاةٌ مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 7 ، 8)، وهكذا ـ تبارك اسمه ـ قد أجزَل لنا حبًا فوق ما نفتكر، بصرف النظر عن خطيتنا وعداوتنا المريرة، وبذل ابنه كفارةً لخطايانا، وكشهادة لا تدحض عن محبته المنقطعة النظير. هل أُتيح لك أيها القارئ العزيز أن تعرف وأن تؤمن بأن الله محبة؟ إن الله يدعوك أن تنظر إلى المسيح وإلى الجلجثة، ففيهما إعلان لمحبته. ولكن لا ينبغي أن يغرب عن بالك أن أولئك الذين يتمادون في مقاومة هذه المحبة الفائقة، إنما يذخرون لأنفسهم غضبًا ودينونة ليوم الدينونة الرهيب. محبةُ الآبِ سَمَتْ يا ربُّ مَن يدركها بالروحِ قد صارت لنا وأنت قد أظهرتها |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|