|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
اليوم العاشر تأملات شهر قلب يسوع. تأمل في محبة قلب يسوع لنا ان قلب يسوع يحبنا ومن اجل حبه لنا تأنس وولد في مغارة حقيرة ومات على الصليب ليفي عن خطايانا وترك لنا ذاته في سر القربان المقدس ليغذي نفوسنا ويكون تعزيتها وخلاصها. إن قلب يسوع يحبنا مع كثرة شرورنا وخطايانا ، بل يحبنا من اجل هذه الشرور والخطايا عينها ليزيلها عنا ويزكينا ، لذلك ترك لنا جميع استحقاقات حياته والآمه وموته على الصليب ليغنينا بها . إن قلب يسوع يحبنا محلة جعلته يترك أباه وسماءه وملائكته ليأتي الينا ويساكننا ويضمنا الى صدره ويكون لنا ملجأ وملاذاً في محننا وتجاربنا. إن قلب يسوع يحبنا وقد أحبنا اكثر من نفسه اذ انه بذلها عنا فوق الصليب ومن بذل نفسه عن غيره اعطاه كل شيء ولم يبق له شيئاً. أراد أبوه السماوي ان يرشقنا بسهام سخطه وغضبه ، فمثل هو امامه وتوسط بينه وبيننا ورد عنا تلك السهام بل قبلها هو في جسده فمزقته تمزيقاً. قبلها في قلبه فطعنته زجرحته وفتحته وأخرجت منه دماً لغسل خطايانا وخطايا العالم بأسره. إن قلب يسوع يحبنا ، لذلك لم يبال من اجل حبه لنا بكرامته ولا بمجده ولا بعظمته ، فصبر على انواع الأهانات والأوجاع ولم يفتح فاه امام مقرفيه والمشتكين عليه زوراً والطالبين صلبه عوضاً عن جزيل احساناته اليهم ، واليوم يصبر على هذه الأهانات وهذه الأوجاع عينها في سر القربان المقدس. فهل من حبٍ أعظم من هذا ؟ وهل يسعنا بعد سماعنا كل ما تقدم عن محبة يسوع الشديدة لنا بكل محبة قلوبنا نادمين بل باكين على الأيام التي صرفناها في محبة الخليقة وأباطيل الدنيا ؟ فلنصلح اذن سلوكنا ولنرجع من كل قلبنا عن غيّنا الماضي لنحب يسوع كما أحبه القديسون. خبر: كان القديس اوغسطينوس ( 354 – 430 ) في أول أمره وثنياً ودرس في مدرسة وثنية أمست علة جميع أضاليله التي أفسدت قلبه وآدابه وأوقعته في مخازي الخطايا الدنسة ، وأستمر مدة من الزمن لا يستطيع ان يهتدي الى معرفة الحق ، بل كان يعد الباطل حقاً والحق باطلاً ، حتى رأف به الرب الرحمان ورق لبؤسه لصلوات أمه الكثيرة ، وأخرجه بنعمة خارقة العادة من وهدة أضاليله وخطاياه وطره منها بسر العماد ثم بسر القربان الأقدس الذي تناوله بعد قبول العماد في السن الرابعة والثلاثين. ومنذ ذلك الحين أشتعل قلبه بنار الحب الألهي فكفر للوقت بأباطيل الدنيا وخيرات الأرض التي أطغته وخدعته وخصص ذاته بجملتها بمحبة الله وحده وبخدمته تعالى، وعلامة على شدة محبته لله يصورهُ المصورون بقلب ملتهب في يده اليمنى، ومخروق بسهم ، وترك لنا هو نفسه اشارات تدل الى شديد حبه لله ، صلواته وأقواله التالية : (( ربي والهي اني احبك حباً لا ريب فيه. أنك جرحت قلبي بسهم كلامك فخصصتهُ بمحبتك. منذ بددت ظلماتي وحظيتُ بغبطة معرفتك ، رسمتكَ في ذاكرتي وهناك أجدكَ وأذوق مسرات كاملة. إني احبك يا الهي واتمنى ان ازداد حباً لك ، فأنعم عليّ يا أجمل بني البشر ان أتوقَ اليكَ وأحبكَ حسب رغبة قلبي وواجبي. إن كمالاتك لا حد لها ، فالحب الواجب لك يجب ان يكون بلا حد أيضاً )) . إكرام: أتلُ ثلاث مرات فعل المحبة وأضف اليه كل مرة النافذة التالية. نافذة: (تقال ثلاث مرات دائماً) يا قلب يسوع الأقدس كل شيء ما عداك باطل. صلوات تتلى في كل يوم من الشهر المخصص بعبادته الجليلة فعل التكريس لقلب يسوع الأقدس يا قلب يسوع الهي المسجود له الممتلئ قداسة ورحمة .انني أجسر ان اهدي لك لأنك قلب قدوس القديسين وما قلبي الا ضعيف ومائل الى الخطأ ومع ذلك فإني واثق بأن رحمتك الغريزة تقبله مني لتطهره وتصلحه وتقدسه. يا معلمي المحبوب اني اهدي لقلبك الأقدس ذاتي بجملتها وكل ما أنا حاصل عليه واملكه اي حياتي و موتي وعقلي وتمييزي وضميري ومخيلتي وارادتي ولا سيما قلبي مع جميع حركاته وأشواقه، أهدي لك جسدي وحواسي وأقوالي وأعمالي وجميع أشغالي وأفراحي وآلامي، وبالنتيجة اني اهدي ذاتي واكرسها بجملتها لقلبك الأقدس من الآن وحتى الأبد. هذا واني بكل سرور اعدك بأني سأكرم قلبك الأقدس وأسجد له كل أيام حياتي وسأجتهد بنشر أسمه واكرامه وجذب القلوب الى محبته. ان قلبك الألهي الموجود حقيقة مع ناسوتك المقدس تحت السر العجيب سيكون منذ الآن وصاعداً ملجأي وراحتي وتعزيتي ورجائي ومحبتي. يا مخلصي الحبيب ليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن لي كل شيء، أي نوري وقوتي وسندي ومقري وحياتي. وانت ايتها العذراء الحبل بلا دنس، أمي وسيدتي العزيزة اني اقدم هذا التكريس على يديك المباركتين، واجسر ان اطلب منكِ ان تحفظيني الى النفس الأخير من حياتي أميناً لابنكِ الحبيب الذي تجب لهُ المحبة والمجد الى دهر الداهرين، آمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|