رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشركة مع الله ومع القديسين وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ( 1يو 1: 3 ) الشركة في أسمى صورها هي وجود غرض مشترك مع الله، ومشاركة له في نصيب واحد. وهذا النصيب وذلك الغرض هو المسيح، المسيح موضوع سرور الله ولذته، نشبع به بالروح القدس. تلك هي الشركة مع الله نفسه. فيا له من امتياز، ويا له من شرف، ويا له من إنعام لا يُعبَّر عنه، بأن يُتاح لنا غرض مشترك ونصيب مشترك مع الله ذاته، فتكون مسرتنا هي نفس مسرته في ذلك الوحيد الذي في حضن الآب. إن حالتنا ستكون دون شك مختلفة كل الاختلاف عندما تُفدى أجسادنا ونُعطى أجسادًا مُمجدة، ولكن بما أن شركتنا حقيقية، فإنها كما هي الآن ستكون حينئذٍ ”مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح“ ـ في النور ـ وبقوة الروح القدس. هذه هي شركتنا مع الله، أما من حيث شركتنا مع بعضنا البعض، فإنها تتوقف على سلوكنا في النور «إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ). فلا شركة لنا بعضنا مع بعض إلا إذا سلكنا في محضر الله المباشر. قد توجد صداقات بين الإخوة، دون أن تكون هناك الشركة المقدسة. إن الشركة المسيحية الحقة لا يمكن التمتع بها إلا في النور، فعندما نسير كأفراد برفقة الله وفي قوة الشركة الشخصية معه، تتيسَّر لنا الشركة بعضنا مع بعض، لأن تلك الشركة ما هي إلا التمتع المشترك لقلوب اتخذت المسيح غرضًا ونصيبًا واحدًا. فالشركة ليست معاملات جامدة تجردت من العاطفة، أو تبادلاً جافًا لبعض العواطف الشكلية نحو الذين يحسون بإحساسنا. كلا، إنها شيء يختلف اختلافًا بيِّنًا عن هذه جميعها. إنها المسرّة المشتركة والأفراح الشاملة في المسيح مع السالكين في النور. إنها التعلق والارتباط المشترك بشخص الرب وباسمه، وبكلمته وبأموره، وبشعبه، إنها التكريس المشترك للنفس والروح، لذاك الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وأتى بنا إلى النور في محضر الله لنسير معه ومع بعضنا البعض. هذه وليس أقل منها هي الشركة المسيحية، وحينما ندرك الشركة في ضوء هذه الحقائق، فإن ذلك يقودنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: ”هل نحن في شركة مع المؤمنين، أم لا“؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|