منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 06 - 2023, 10:53 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

مزمور 89 | بنود الميثاق

بنود الميثاق

حِينَئِذٍ كَلَّمْتَ بِرُؤْيَا تَقِيَّكَ،
وَقُلْتَ جَعَلْتُ: عَوْنًا عَلَى قَوِيّ.
رَفَعْتُ مُخْتَارًا مِنْ بَيْنِ الشَّعْبِ [19].
جاء عن الترجمة السبعينية: "حينئذ بالوحي (بالإعلان) تكلمت مع بنيك".
في كثير من الترجمات جاءت كلمة تقيك بصيغة الجمع. كثيرًا ما تحدث الله مع أتقيائه خلال الرؤى والإعلانات الإلهية مثل موسى النبي (خر 3) وصموئيل النبي (1 صم 18) وناثان النبي (2 صم 7). كما كان النبي قديمًا يُدعى بالرائي.
أما عن المختار هنا، فيعني السيد المسيح الذي جاء ليخلص العالم.
* "رفعت مختارًا من بين الشعب"، أي المسيح الرب، الذي يُدعى مختارًا من بين الشعب، لأنه أخذ جسدًا بشريًا.
القديس جيروم



وَجَدْتُ دَاوُدَ عَبْدِي.
بِدُهْنِ قُدْسِي مَسَحْتُهُ [20].
يتحدث هنا عن اختيار داود ملكًا، حيث وجد قلبه نقيًا، فأمر صموئيل بمسحه ملكًا عوضًا عن شاول (1 صم 16: 1-13). هكذا استقر روح الله، هذا وقد جاء مسح داود رمزًا لابن داود المسيح الحقيقي الممسوح بروح البهجة لخلاص العالم كله.
* يجد الله النفس الضالة كما يعثر الراعي الصالح على الخروف الضائع، فتتحرك جموع الملائكة لتحتفل بهذه المناسبة كما يقول السيد المسيح. ويشبه ذلك الدرهم الضائع الذي وجد بعد أن أوقدت صاحبته سراجًا، ففرح الأصدقاء والجيران (لو 9:15). وأيضًا وُجد خادم الله داود كما قال المزمور: "وجدت داود عبدي، بدهن قدسي مسحته" (مز 20:89). فأصبح داود ملكا لمن وجده كما يتضح من الآتي: "الذي تثبت يدي معه. أيضًا ذراعي تشدده. لا يرغمه عدو وابن الإثم لا يذله. وأسحق أعداءه أمام وجهه، وأضرب مبغضيه" (مز 21:89-23). توجد عناصر أخرى تُضمن في هذه الفقرة من التمجيد .
القديس غريغوريوس النيسي

الَّذِي تَثْبُتُ يَدِي مَعَهُ.
أَيْضًا ذِرَاعِي تُشَدِّدُهُ [21].
يكشف تاريخ الملك داود كيف كانت يد الرب وذراعه يسندانه
بالرغم من الضيقات التي حلت به.






لاَ يُرْغِمُهُ عَدُوّ،
وَابْنُ الإِثْمِ لاَ يُذَلِّلُهُ [22].
إنه لا ينزع الأعداء، ولا يمنعهم من نصب شباكهم وإثارة معارك ضد المؤمنين، لكنه يهب مؤمنيه روح الغلبة والنصرة، فيكللون.
لقد سمح السيد المسيح أن يُجرب من إبليس، وأصعد روحه للمعارك في البرية، لكنها انتهت بالعبارة: "وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" (مت 4: 11). وقبل عنه: فيما هو مجرب يقدر أن يعين المجربين".
"يرى القديس جيرومأن العدو هنا هو الشيطان وابن الإثم هو يهوذا الخائن.
* يثور العدو بالحقيقة، لكنه لا يقدر أن يسبب له أذية. يريد أن يضره، لكنه لا يصبه ضرر...
يوجد نفع من ثورته، لأن أولئك الذين يثور ضدهم يكللون بنصرتهم. إذ كيف يُغلب إن لم يثر علينا؟ أو أين يكون الله معيننا إن لم نُجرب؟ يفعل العدو ما في مقدرته، لكن لا يقدر أن يؤذيه، لا يقترب ابن الهلاك ليؤذيه.
القديس أغسطينوس





وَأَسْحَقُ أَعْدَاءَهُ أَمَامَ وَجْهِهِ،
وَأَضْرِبُ مُبْغِضِيهِ [23].
إذ رفض داود النبي أن يمس شاول الملك بأذية بالرغم من محاولات الأخير قتله، عندما أنقذه الرب من يد كل أعدائه ومن يد شاول نطق بنشيد جاء فيه: "تنطقني قوة للقتال، وتصرع القائمين عليّ تحتي، وتعطيني أقفية أعدائي ومبغضي فأفنيهم. يتطلعون فليس مخلص..." (2 صم 22: 40 الخ).
"وأضرب مبغضيه": كما ضرب فرعون ومن معه بالضربات العشرة، هكذا كل آلة تصوب ضد كنيسته تخرب.






أَمَّا أَمَانَتِي وَرَحْمَتِي فَمَعَهُ،
وَبِاسْمِي يَنْتَصِبُ قَرْنُهُ [24].
كثيرًا ما يربط هذا المزمور بين مراحم الله وأمانته، كما يكرر أن سرّ قوة المؤمن اسم الله، أو التمتع بحضرته الإلهية.
إن كان كلمة الله بتجسده وضع نفسه، وأطاع حتى الموت موت الصليب، "لذلك رفعه الله أيضًا، وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم المسيح كل ركبةٍ ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسانٍ أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في 2: 9-11).
* كل طرق الرب رحمة وحق. تذكروا قدر ما تستطيعون كيف أن هاتين السمتين تُقدمان لنا بإلحاح، فنردهما لله. فإنه إذ أظهر لنا الرحمة لكي يمحو خطايانا، والحق لتحقيق مواعيده، هكذا نحن إذ نسلك في طريقه أن نرد له الرحمة والحق. الرحمة بأن نحنو على البائسين، والحق بأن لا نحكم بالظلم. ليت الحق لا ينزع عنكم الرحمة، ولا الرحمة تعوق الحق. فإنكم إن كنتم خلال صرامة الحق تنسون الرحمة، فأنتم لا تسلكون في طريق الله حيث الرحمة والحق يتلاقيان (مز 85: 10).
"وباسمي ينتصب قرنه" [24]. لماذا أقول أكثر من هذا؟ أنتم مسيحيون، تعرفوا على المسيح.
القديس أغسطينوس





وَأَجْعَلُ عَلَى الْبَحْرِ يَدَهُ،
وَعَلَى الأَنْهَارِ يَمِينَهُ [25].
إذ يهب الله مسيحه، أي داود النبي، سلطانًا على البحر والأنهار، إنما يعني أنه يهبه مهابة قدام الأعداء أينما وجُدوا.
غالبًا ما تشير البحار إلى الأمم والشعوب الوثنية، بينما الأنهار بمياهها العذبة إلى المؤمنين. ينتشر الإيمان بالسيد المسيح بين الأمم، فيقبلونه ملكًا عليهم، أو ينضمون إلى مملكته الروحية.
إن كان السيد المسيح يملك على قلوب المؤمنين، فهو أيضًا سيُخضع الأشرار في يوم الرب العظيم.
* تجري الأنهار في البحر، هكذا يتدفق الناس الجشعون في مرارة هذا العالم، لكن كل هذه الأنواع من الناس سوف تخضع للمسيح.
القديس أغسطينوس





هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ.
إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي [26].
لا نجد حالة واحدة، فيها دعا داود الله أباه،
لكننا نجد السيد المسيح يدعو الله الآب أباه أكثر من 60 مرة
في إنجيل يوحنا وحده[41]. وإذ صار كلمة إنسانًا دعا أباه أيضًا إلهه.




أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ [27].
لم تتحقق هذه النبوة قط في شخص داود، إذ لم يُدعَ قط بكرًا، لكن السيد المسيح صار بكرًا، قام بإرادته من بين الأموات ليهبنا الحياة المقامة، صار بكرًا بين إخوة كثيرين. إنه أقامنا ملوكًا وكهنة لله أبيه، وهو رأس الكنيسة البكر.
"الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو 8: 29).
"الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة" (كو 1: 15).
"وهو رأس الجسد الكنيسة، الذي هو البداءة، بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء" (كو 1: 18).
"وأيضًا متى أدخل البكر إلى العالم يقول: "ولتسجد له كل ملائكة الله" (عب 1: 6).
سيأتي يوم حين يترك كل ملوك الأرض كراسيهم، ويأتي ملك الملوك ورب الأرباب، ملك السلام الحقيقي، ابن الآب المحبوب، مخلص العالم.
* الرب يسوع "البكر بين الأموات" (كو 1: 18) كما يقول الرسول صار مرتفعًا، يصعد إلى السماء، وتخضع له كل ممالك العالم.
القديس جيروم

* مع أنه ابن الله الوحيد، إلاَّ أنه بكر لنا، لأننا جميعًا إخوة له، وبذلك أصبحنا أبناء الله...
المسيح بكر لنا، لأنه شاء فنزل إلى مستوى المخلوقات الطبيعية، لذلك تجدون الأسفار الإلهية تشير إلى المسيح ابن الله بالقول: "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو ١: ١٨). أما إذا استعمل الكتاب المقدس كلمة البكر، فإن الوحي يفسرها بما يبين مضمونها، فورد "ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو ٨: ٢٩)؛ وورد أيضًا: "بكر من الأموات" (كو ١: ١٨). المسيح بكر من الأموات، لأنه شاركنا في كل شيءٍ ما عدا الخطية، ولأنه أقام جسده من الموت .
القديس كيرلس الكبير





إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي.
وَعَهْدِي يُثَبَّتُ لَهُ [28].
إذ أعلن الآب عن مسرته بابنه الوحيد أثناء عماده كما أثناء تجليه، إنما يُسر بكنيسته التي هي جسده، ويحفظ لها رحمته إلى الأبد. ويبقى الله الأمين في مواعيده حافظًا عهده مع الكنيسة، فتنعم بشركة المجد الأبدي.
* يحفظ رحمته في الكنيسة التي يخلصها بعهد وصاياه.
القديس جيروم

* من أجله قد وُفي العهد، وفيه تحققت وساطة العهد، إنه خاتم العهد، ووسيط العهد، وضامن العهد، والشاهد للعهد، وميراث العهد، والشريك في ميراث العهد.
القديس أغسطينوس





وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ نَسْلَهُ،
وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ [29].
من هو نسله إلا أولاد الله الذين يولدون من الماء والروح، فإنهم إذ يسلكون كما يليق بهم يتمتعون بالحياة الأبدية، وما هو كرسي الله أو عرشه إلا المؤمنين الذين يحملون الله في قلوبهم، ويتمتعون بالوعد الإلهي: "ملكوت الله داخلكم".
* هذا يشير إلى اجتماع المؤمنين، الكنيسة التي يجلس فيها الله كما على عرشه.
القديس جيروم

* "وأجعل إلى الأبد نسله"، ليس فقط في هذا العالم، بل وفي العالم الذي بلا نهاية...
"وكرْسيّه مثْل أيّام السّماوات"... كراسي ملوك الأرض مثل أيام الأرض، وهي تختلف عن أيام السماوات... أيام السماوات هي تلك السنوات التي قيل عنها: "وأنت هو وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 27). أيام الأرض حالًا تباغتها الأيام التي تلحقها. فالسابقة تزول بالنسبة لنا، وحتى اللاحقة لن تدوم، فكما تأتي هكذا تذهب، بل وتذهب حتى قبل أن تأتي. هكذا عي أيام الأرض، أما أيام السماوات والتي هي أيضًا "اليوم الواحد" للسماوات، فإنها سنوات لا تزول، بلا بداية ولا نهاية، وليس من يوم فيها له مساءً وله غد: ليس أحد يتوقع فيها المستقبل، كما لا يفقد الماضي. أيام السماوات دائمًا حاضرة حيث يكون كرسي (المسيح) إلى أبد الأبد.
القديس أغسطينوس





إِنْ تَرَكَ بَنُوهُ شَرِيعَتِي،
وَلَمْ يَسْلُكُوا بِأَحْكَامِي [30].
* هذا هو أقوى عربون لوعد الله. أبناء داود هم أبناء العريس.
كل المسيحيين يدعون أبناءه.
القديس أغسطينوس





إِنْ نَقَضُوا فَرَائِضِي،
وَلَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَايَ [31].
أَفْتَقِدُ بِعَصًا مَعْصِيَتَهُم،ْ
وَبِضَرَبَاتٍ إِثْمَهُمْ [32].
ليس عند الله محاباة، فإن كانت رحمته فائقة، فإنه بعدله وبرَّه لا يقبل الشركة مع الإثم. أن يفتقد أولاده الذين انحرفوا عن الحق الإلهي بالعصا، وما ينالونه من تأديبات، إنما "ضربات إثمهم"، أي ثمر ما احتضنوه من الإثم.
هذه العصا وتلك الضربات ليس لهلاكهم وإنما لإصلاحهم. هذا ما اختبره داود النبي نفسه حين تهاون مع الإثم، فحلت به ضربات لا لتدميره بل لخلاصه.
* سعيد هو الإنسان الذي يؤدَب في هذه الحياة لأن الله لا يؤدب على أمر واحد مرتين (نا ١: ٩ LXX). يا لعظم سخط الرب عندما لا يغضب علينا هنا، فإنه بهذا يحفظنا كثورٍ للذبح. في الحقيقة يقول لأورشليم إن خطاياها كثيرة وشرورها عظيمة لذا تنصرف غيرته عنها ولا يغضب بعد عليها (حز ١٦: ٤٢) .
القديس چيروم

* "افتقد بالسياط خطاياهم" لماذا؟ لكي "لا أنزع رحمتي عنهم". فإنه عندما يترك أحدًا ما لا يعود يعاقبه أو يضربه بالسوط، فهو لا يضرب إلا كل ابن يقبله الرب.
العلامة أوريجينوس

* الإصلاح الذي يقوم به الأب، والذي لا يترك العصا، هو مفيد، حتى يرد نفس الابن للطاعة لوصايا الخلاص. إنه يؤدب بعصا، كما نقرأ: "أفتقد بعصا معصيتهم" (مز 89: 32).
القديس أمبروسيوس

* دعه يؤدبه مادام لا ينزع منه رحمته. ليضربه مادام عنيدًا مادام لا يريد أن يحرمه من الميراث. إن كنتم تفهمون حسنًا وعود أبيكم لا تخشون من أن تُجلدوا بل أن تُحرموا من الميراث. "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله" (عب 12: 6). هل يستخف الابن الخاطي بالتأديب إن كان يرى الابن الوحيد الذي بلا خطية قد جُلد...؟ ليت الأبناء الأتقياء لا يقولون: إن كنت تأتي بعصا لا تأتي نهائيًا. فمن الأفضل أن يتعلموا بعصا الآب عن أن تهلكوا بقبلات اللص.
القديس أغسطينوس





أَمَّا رَحْمَتِي فَلاَ أَنْزِعُهَا عَنْهم،
وَلاَ أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي [33].
مع ما فعله داود إذ تجاوب مع تأديبات الرب له، لم ينزع رحمته عنه، ولا كسر عهده معه، فجاء السيد المسيح من نسله.
يرى القديس أغسطينوس أنه وإن كان الحديث هنا عن السيد المسيح، لا ينزع رحمته عنه، وأنه لا يكذب من جهة أمانته، فإنه خاص بجسد المسيح، أي كنيسته. فعندما اضطهد شاول الطرسوسي الكنيسة، لم يقل له السيد المسيح: شاول، شاول، لماذا تضطهد عبيدي، أو المؤمنين بي، أو القديسين الذين لي، وإنما لماذا تضطهدني، فينسب ما يحدث مع الكنيسة إليه شخصيًا.
* لأن الله رحوم، ويريد أن الكل يخلصون، يقول: "أفتقد جرائمهم بالحديد والعصا، وخطاياهم بالسياط، أما رحمته فلا أنزعها منهم" (راجع مز 32:89-33)... لأن الله غيور، ولا يريد أن النفس التي خطبها لنفسه بالإيمان أن تبقى في دنس الخطية، بل يريدها أن تتطهر فورًا، يريدها أن تنزع نجاستها بسرعة، إن حدث أنها قد أمسكت بها شيء من النجاسات .
العلامة أوريجينوس

* "الذي يؤمن بالابن له حياة أبديَّة. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله" (يو ٣: ٣٦). هذا الغضب يمكث على من يعصى، أي من لا يؤمن. لكنَّه متى آمن - أي إنسان كان - فسيرحل عنه الغضب، وتحل به الحياة.
إن كان الله لا يدينه، فهل أنت تدينه؟!
لقد قال بأن من يؤمن به لا يبقى في الظلمة، بمعنى أنه قبْل الإيمان كان في الظلمة، لكنَّه بعد الإيمان لا يعود بعد فيها. بل تُصلح أخطاؤه، ويحفظ وصايا الرب الذي قال: "إنِّي لا أُسر بموت الشرِّير، بل بأن يرجع الشرِّير عن طريقه ويحيا" (حز ٣٣: ١١). وكأن الرب يقول: "لقد سبق أن قلت إن من يؤمن بي لا يدان. وأنا أحفظ له هذا، لأنِّي لم آت لأدين العالم بل لأخلصه" (يو ١٢: ٤٧). إنَّني عن طيب خاطر أغفر له، وبسرعة أسامحه. "إنِّي أريد رحمة لا ذبيحة" (هو ٦: ٦)... "لأنِّي لم آتِ لادعو أبرارًا، بل خطاة إلى التوبة" (مت ٩: ١٣).
مرَّة أخرى يقول الرب: "من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه" (يو ١٢: ٤٨). فالذي رجع عن طريقه يكون قد قبل كلامه، لأن هذا هو كلامه أن يعود الكل عن الخطيَّة. بذلك بإدانته تكونون قد ازدريتم بكلام المسيح هذا، وإلاَّ فاقبلوا الخطاة.
حقًا أنه يلزمهم أن ينتفضوا من الخطيَّة، ويحفظوا وصاياه مزدرين بالإثم، لكن يا لها من قسوة أن تزدري بتوبة إنسان لم يحفظ بعد وصايا الرب، لكنَّه سيحفظها، لنترك الرب نفسه يعلِّمنا بشأن أولئك الذين لم يحفظوا بعد وصاياه "إن نقضوا فرائضي، ولم يحفظوا وصاياي، افتقد بعصا معاصيهم وبضربات إثمهم... أمَّا رحمتي فلا أنزعها عنهم" (مز ٨٩: ٣١-٣٣). هكذا وعد الجميع بالرحمة .
القديس أمبروسيوس

* لأن الرب رحوم و"يريد أن جميع الناس يخلصون" (1 تي 2: 4)، يقول: "أفتقد بعصا معصيتهم، وبضربات إثمهم. أما رحمتي فلا أنزعها عنهم" (مز 89: 32-33). فالله إذًا، يفتقد ويسعى وراء الأنفس التي أنجبها أكثر الآباء شرًا، بتحريضها على الخطية، ويقول لكل واحدة منها: "اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي أذنك. وانسي شعبك وبيت أبيك" (مز 45: 11). هو إذًا، يفتقدك بعد اقترافك للخطية ويقلقك. يفتقدك بسوط وعصا من أجل الخطية التي سلّمها لك إبليس أبوك، لكي ما يثأر من تلك الخطية في "حضنك".
* "لأن هذا زمان انتقام الرب". يوضح الكتاب المقدس أن العقوبات توقع على الإنسان الذي يحتملها ويصبر في احتمالها. فعندما لا يُعاقب الإنسان على الأرض يظل هكذا بدون عقاب حيث يتم عقابه في يوم الدينونة. ويقول الرب على لسان هوشع النبي: "لا أعاقب بناتكم، لأنهن يزنين ولا كناتكم لأنهن يفسقن" (هو 4: 14). الله لا يعاقب الخطاة بسبب غضبه عليهم، كما يظن البعض، أو بمعني آخر إن الله عندما يوقع عقابًا بإنسان خاطئ، فإنه لا يوقعه بدافع الغضب من هذا الإنسان، بل على العكس، فإن علامة غضب الله على الإنسان تتمثل في عدم توقيع العقاب عليه. لأن الإنسان المُعاقب حتى ولو تألم تحت تأثير هذا العقاب، إلا أنه القصد هو إصلاحه وتقويمه. يقول داود: "يا رب لا توبخني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك" (مز 6: 1). لو أردت أن تؤدبني، فكما يقول إرميا: "أدبني يا رب، ولكن بالحق لا بغضبك، لئلا تفنيني" (إر 10: 24). كثيرون أُصلحوا بسبب عقوبات الرب وتأديباته لهم. كما يقول الكتاب، إن أبناء السيد المسيح حينما يخطئون يتم عقابهم لكي تكون أمامهم فرصة للرحمة من قبل الرب: "إن ترك بنوه شريعتي، ولم يسلكوا بأحكامي، إن نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي، افتقد بعصا معصيتهم، وبضربات إثمهم، أما رحمتي فلا أنزعها عنهم" (مز 89: 30-33). من ذلك نفهم أنه إذا ارتكب أحد الخطايا ولم يعاقب حتى الآن يكون علامة عن عدم استحقاقه للعقاب بعد .
العلامة أوريجينوس







لاَ أَنْقُضُ عَهْدِي،
وَلاَ أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ [34].
يليق بالمؤمن ألا ييأس بسبب ضعفاته، إنما يرجع إلى الرب بروح الرجاء، فإنه غافر الخطايا، ينتظر رجوع كل مؤمن إليه بالتوبة.
* وحيث إنني قلتُ إنك تبلغ خطوةً خطوة، فانظر في الأناجيل كيف أنّ المسيح أعطى مواهب النعمة مرارًا لتلاميذه بخصوص الأشفية وإخراج الشياطين، وتكلّم معهم عن غفران الخطايا لأجل التكميل النهائي قائلًا: "مَنْ غفرتم خطاياه تُغفَر له" (يو20: 23). إذن، فإن كان بسبب تعبك لأجل الله سيغفر لك خطاياك، فها هي الغاية التي أريدك أن تبلغها. أما إذا قرأت في الخطاب كلمات صعبة الفهم، فاسأل توأم نفسك ابني المحبوب سيريدوس وهو سيشرح لك بنعمة الله ما صعُب عليك فهمه، لأنني صلّيت إلى الله من أجله بخصوص ذلك أيضًا. إذن، فاركض أنت يا رجل الله في الطريق التي أُعِدّت لك حتى تصل بفرحٍ إلى ميناء المسيح الذي وصلنا إليه، وتسمع الصوت المملوء فرحًا ونورًا وحياةً وتهليلًا قائلًا لك: "نعمّا أيها العبد الصالح والأمين، كنتَ أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، اُدخل إلى فرح سيدك" (مت 25: 21). ليتك تفرح في الرب، ليتك تفرح في الرب، ليتك تفرح في الرب. والرب سيحفظ نفسك وجسمك وروحك من كل شرٍّ، ومن كل معاندةٍ شيطانية، ومن كل تصوراتٍ مزعجة. ليكن الرب نورك وحماك وطريقك وقوتك وإكليل فرحك ومعونتك الأبدية. انتبه لنفسك، لأنه مكتوبٌ: "لا أغيِّر ما خرج من شفتيَّ" (مز 89: 34).
القديس برصنوفيوس



مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي،
أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ [35].
يتطلع كثير من الدارسين إلى لقب الله "القدوس"، كلقبٍ فريد،
لا تشاركه فيه خليقة ما، إنما بالالتصاق به
والشركة معه تصير الخليقة مقدسة.
في أكثر من موضع يدعونا الله لنكون له قديسين كما هو قدوس.




نَسْلُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَكُونُ،
وَكُرْسِيُّهُ كَالشَّمْسِ أَمَامِي [36].
يليق بنا أن نقف أمام كرسي شمس البرّ،
فيشرق علينا ببهاء قداسته ومجده، فنصير كالقمر.




مِثْلَ الْقَمَرِ يُثَبَّتُ إِلَى الدَّهْرِ.
وَالشَّاهِدُ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ. سِلاَهْ [37].
* "كرسيه كالشمس أمامي" يعني أن الكنيسة ستقطن في بهاء المجد العتيد "مثل القمر يثبت إلى الدهر" في كمال النور. "والشاهد في السماء أمين" (مز 89: 37). المسيح الرب نفسه الذي حمل شهادة أمينة لله الآب في العالم، رُفع إلى السماء.
القديس جيروم

* يمكنكم بوضوح أن تفهموا القول: "لماذا تركتني؟" (مت 27: 49) عندما تقارن مجد المسيح الذي كان له في حضرة الآب مع الاستخفاف به الذي حدث وهو على الصليب، فإن عرشه كان "مثل الشمس في حضرة الله (الآب)، ومثل القمر ثابت إلى الأبد" (مز 89: 36-37).
العلامة أوريجينوس

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 89| الإنسان كاسر الميثاق
مزمور 89 |إله الميثاق
مزمور 89 | أساس هذا المزمور الميثاق
خلال مسيرة أفلام "جيمس بوند" الـ22، أطلق "بوند" النار فيها حوالي 4,662 مرّة
من حواديت تونى ومونى...............تونى ومونى فى مدرسة الاحد


الساعة الآن 11:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024