"فيقوم مقامه مُحتقر، لم يجعلوا عليه فخر المملكة، ويأتي بغتة ويُمسك المملكة بالتملقات" [21].
لقد أجمع كل المؤرِّخين أن أنطيوخس إبيفانس كان ماكرًا وعنيفُا إلى أبعد الحدود. إذ بلغ روما خبر موت أبيه أطلقوا سراحه إذ كانوا content (يستخفون) بأخيه ديمتريوس. كان يتملق الرومان، وعند وصوله إلى بلده استقبلوه بحفاوة عظيمة. لم يدم أخوه سلقوس كثيرًا، وكان قد ترك ابنه خلفًا له، لكن استطاع أنطيوخس بخداعه أن يستلم الحكم بلا حق، لذلك يقول عنه الملاك: "لم يجعلوا عليه فخر المملكة" ويكمل "ويُمسك المملكة بالتملُّقات". كيف تم ذلك؟ بخداعه تظاهر أنه رجل سلام مع ابن أخيه، الوارث الشرعي للمُلك، وأنه حارس له... بهذا استطاع أن يسحب المُلك منه.