|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
(قصة حقيقية) ما أحوجني يا رب إلى الرحمة، التي أترجاها منك يا رب أمام جبال خطاياي وآثامي ... محتاج إلى عمل الرحمة لكي تحل عليَّ مراحمك. محتاج أن أقتنع بأن عمل رحمة واحد يُحصد لا مائة بل ألف وربوات ... تذكرت الآن الست أم فؤاد التي كان زوجها رجلاً ذو دخل مناسب لكنه ينفقه في تعاطي الخمر ويعطيها أقل القليل لتدبر بيتها ونفسها ... تذكر يوم أن كان لا يوجد في جيبها سوى عشرة قروش (سنة 1951) ستشتري منها عدس وعيش (خبز) وفاكهة للغذاء، وكانت رجلاها الاثنتان مصابتين بالتهاب ومع ذلك تحاملت على نفسها وهمّت بالخروج لتقضي حاجاتها .. فقابلتها على الباب الخارجي للشقة جارتها غير المسيحية لتطلب منها سلفة عشرة قروش، فلم تتردد إطلاقاً أن تعطيها كل ما عندها، ثم نزلت السلالم متثاقلة تفكر في الذهاب للبائع وأخذ حاجاتها على الحساب (ليسمح لها بالدفع في وقت آخر). وبينما هي تسير بتعب رأت سيدة تكبرها في السن تعاني في مشيتها معاناة أشد بكثير مما في ركبتيها من التهاب ولا تعرف اسمها وليس لها علاقة بها من قريب أو من بعيد ... فوقفت في مكانها بالشارع، وبكت بدموع وصرخت من قلبها: "يا رب إن كانت طلبتي لنفسي بالشفاء ستعطلك أن تذهب لهذه المرأة الأكثر تعباً فأرجوك أن تشفيها هي أولاً"! بهذه الرحمة العجيبة المتلاحقة سارت حتى قبل دكان بائع العدس بخطوات تجد جنيهاً مصرياً كاملاً بلا صاحب ملقى على الأرض فتمسك به وتنادي: "لمن هذا؟" فإذ لم تجد له صاحباً فرحت أنه عطاء الرحمة التي لم تحرمها أن تشتري احتياجاتها بوجه غير مخزي وبالدفع الكامل مع شرائها لوازمها الأخرى ثم رجوعها بفائض مالي وتصعد السلالم وهي شاعرة أن قوة شفاء سرت في ركبتيها أنهت الآلام تماماً لتجد جارتها غير المسيحية تقابلها وتقول لها:"زوجي حضر، أشكرك. ها هي العشرة قروش!" ... تذكرت هذه الرحمة البسيطة النقية كم حملت لصاحبتها ثلاث بركات متعاقبة في زمن قياسي. فلم تكن العشرة قروش احتياج الجارة إنما كانت امتحاناً للرحمة، ولم تكن صورة العجوز المتألمة منظر عابر إنما كانت امتحاناً ... كانا امتحاناً للرحمة ونقاوة القلب ... ولما كتبت باحتياجها ودموعها صدق الرحمة في أعماقها نالت مراحم أعظم ... يا إلهي العظيم في مواهبه وعطاياه .. مهما كانت سقطاتي أعطني عمل الرحمة، لا سيما عقب سقوطي مباشرة ... ومهما كانت تكلفة الرحمة، اجعل لي القلب ( أي : الفكر + العاطفة + الضمير ) السريع في عمل الرحمة لكي تدركني مراحمك أيضاً سريعاً. الكتاب المقدس يقول: "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ." (سفر ملاخي النبي 3: 10) "مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ." (سفر أمثال سليمان 17:19) "مَنْ يُعْطِي الْفَقِيرَ لاَ يَحْتَاجُ، وَلِمَنْ يَحْجِبُ عَنْهُ عَيْنَيْهِ لَعَنَاتٌ كَثِيرَةٌ." (سفر أمثال سليمان 28 : 27 ) مصدر القصة : كتاب يوميات تائب للقمص يوسف أسعد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|