رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ [2]. غفران الإثم وستر كل الخطية يشيران إلى الكفارة ونوال المغفرة. ستر الخطية كما ورد في الكتاب المقدس يشير إلى اختفائها تمامًا. وكما قيل بداود: "طوبى للذي غُفر إثمه، وسُترت خطيته. طوبى لرجلٍ لا يحسب له الرب خطيته، ولا في روحه غش" (مز 32: 1-2). "أنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5). إذ يستر السيد المسيح على خطايانا بدمه، نتحرر من الدينونة. "إذا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو 8: 1). إنه صفح أبدي، وكما قيل بإرميا النبي: "لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد" (إر 31: 34). * "غفرت إثم شعبك" [2]، ليس من أجل أعمالهم، وإنما من أجل رحمتك، خلصت شعبك. "سترت كل خطاياهم". هذا المزمور كله حتى آخر كلمة فيه يشير إلى مجيء المخلص... تسترها بالفضائل، فلا تظهر خطاياهم. كمثال تغطي الظلم بالعدل، والنجاسة بالطهارة. * "غفرت إثم شعبك". نحن نؤمن أن هذا تحقق في العماد. "سترت كل خطاياهم"؛ هذا يتحقق بالندامة كما يقول المزمور الحادي والثلاثين: "طوبى للذي غفر إثمه، وسُترت خطيته" (مز 32: 1). في المعمودية يُنزع إثمنا، وبالتوبة تُستر الخطايا التي ارتكبناها. إنها لا تُغسل بل تُغفر. ليتنا ندرك بحرصٍ شديدٍ قوة تلك الكلمات. بالحق بمجيء الرب المخلص، كل إثمنا قد أُزيل بالكامل بالمعمودية. حينما كنا نعيش بدون الناموس، كنا نخطئ بدون الناموس (رو 2: 12). مثل هذا النوع من الخطية يُدعى anomia في اليونانية؛ بمعنى آخر "بدون الناموس" يخطئ. بعد العماد لا تدعى بعد anomia، بل تُدعى الخطية sin خطية. فإن الخطية لا تُنسب إلا للذي يعرف أنه يرتكبها. فحيث لا توجد معصية لوصية الله لا توجد خطية. * أتريدون أن تعرفوا كيف تُستر الخطايا بالفضائل؟ بالأمس كنت شهوانيًا، واليوم أنا طاهر، فالطهارة تستر الشهوة. بالأمس كنت أحمق، واليوم أنا حكيم. لقد تبت عن خطأي، وتغطي الحكمة الحماقة. بالأمس كنت أسلب ممتلكات الغير، واليوم أعطي ما هو لي، فالعطاء يستر على الطمع. سعيد هو الإنسان الذي يُغفر له في المعمودية، وبعد المعمودية تكون الندامة مثل لوح خشبي بعد غرق السفينة. يُمكن أيضًا القول بأن النادم سعيد. يوهب له الإنقاذ من الدمار، وإذ يُنقذ بتأسفه على الخطية يُدعى سعيدًا. القديس جيروم * صار شعب الله من الأمم، ويثبت ذلك قوله في الأصحاح الثاني من نبوة زكريا النبي القائل: "افرحي يا بنت صهيون، لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك، فيتصل أمم كثيرة بالرب في ذلك اليوم، ويكونون لي شعبًا" (زك 2: 10-11). لقد ترك آثام هؤلاء بالمعمودية، وستر خطاياهم بالتوبة. وأيضًا بالمحبة والرحمة يستران الخطايا. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|