"حَفِظتُم" فتشير إلى فعل الشرط أي إن كناَّ نحبّ يسوع، نحفظ وصاياه ونعمل بها ونُطيعها. والطاعة هي الثقة بكلمة شخص الذي نُحبُّه. وهذه الثقة تقود إلى اتباعه. ومن يُحب يحفظ الوَصايا ويعمل بها ويطيعها، والرُّوح القُدُس يعطينا الحب كي نحفظ الوَصايا. لذا فإنَّ إرسال الرُّوح من قبل الآب هو تلبية لطلب يسوع، ويرتبط برسالة يسوع ارتباطا وثيقا (يوحنا 14: 13-14). ومن هذا المنطلق، إن محبَّتنا تُختبر بحفظ الوَصايا وطاعتها. فالمحبة لا تكون بالكلام والعواطف، بل بحفظ وصايا يسوع والعمل بها، كما يؤكد الكتاب المقدس "لا تَكُنْ مَحبَّتُنا بِالكلام ولا بِاللِّسان بل بالعَمَلِ والحَقِّ" (1 يوحنا 3: 18).
ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "الله يطلب الحب الذي يَظهر بالأعمال". هذا هو السبب الذي لأجله يقول يوحنا في رسالته: " مَن قالَ: إِني أَعرِفُه ولَم يَحفَظْ وَصاياه كان كاذِبًا ولَم يَكُنِ الحَقُّ فيه" (1 يوحنا 2: 4). وصايا الله هي إثبات لحبِّه لنا، وطاعة وصاياه هي تعبيرٌ لحبِّنا له.