أن المسيح كان يتكلم عن تعاليم سامية هو عاشها من قبل، ولهذا أخذت مصداقية كبيرة من حياته أولاً، وهو ما لم يتوفر في الكتبة والفريسين الذين يُعلِّمون بلا أي داعم من حياتهم لكلامهم، وهو ما قاله المسيح فيما بعد عنهم: «فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُون» (متى٢٣: ٣).
ما أكثر المعلمين الذين مروا على البشرية... لكن ما أقل من عاشوا تعاليمهم منهم... فهناك من علَّم بالأمل ومات منتحرًا... ومن علَّم بالأخلاق وضُبِط متعديًا... ومن كتب عن الحرية وعاش مستعبَدًا... أما أنت أيها المسيح... فقد عشت كل تعاليمك قبل أن تعلمها... وهذا أضاف سلطانًا ومصداقية لها ولك أنت... وفرضت نفسك كأصدق وأمهر مُعلِّم سار على تلك الكرة المستديرة.