الخبرة هي المعرفة أو المهارة التي نكتسبها مِنْ القيام بمهمة ما. فما يحدث لنا غالبًا يؤثر على إدراكنا وبالتبعية سلوكنا. ولعل من أكثر الألفاظ المُصاحبة للفظة “الخبرة” هي “التجربة” أو “الامتحان”. واليوم سنحاول في رحلتنا في حياة أحد الآباء العظام، أن نقف قليلاً عند بعضٍ خبرات حياتيّة وما تبعها من سلوكيات إيمانية، جعلته مِمن «لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ» (عبرانيين١١: ١٦). فلنغُص في خزائن خبرات إسحاق “ابن الموعِد”، فمن ١٢٣ مرة ذُكر اسمه في الكتاب، نمُر في عُجالة على ٧٤ مرة مُسجلة في سفر التكوين، من الوعد بميلاده (تكوين١٧) إلى رحيله (تكوين٣٥) عن عمر ١٨٠ عام.
كانت المعجزة التي دخل بها إلى العالم حديث كل الأجيال، فكيف لشيخ وشيخة أن ينجبا؟! كان الأمر كفيلاً أن يُنتج ولدُا مُرفَّهًا، كل ما يريده يُجاب باعتباره الوحيد والمستحوِذ على كل ما لأبيه (تكوين٢٥: ٥).
ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد، فقد وضع الرب امتحانًا مفاجئًا لإبراهيم، وهو تقديم ابن الموعد، وحيده إسحاق. اقرأ تكوين٢٢، وابحث معي بين سطوره عن خبرات، تكوَّنت في عقل إسحاق نتيجة لذلك الامتحان.