إنه سفر "المعرفة الإلهية"، التي يُقدمها الله لمختاريه ومحبوبيه، هذه المعرفة التي تنبع عن الإيمان الصادر من قلب متسع بالحب الإلهي. هذه المعرفة تُوهب خلال خبرة الضيق الشديد واحتمال الآلام من أجل الله وشعبه. يكشف أيضًا السفر كيف يحاول عدو الخير أن ينتزعها بتحطيم إيماننا.
أخيرً، فإن هذا السفر موجه إلى كل مؤمن من الشعب ليعرف دوره الحيّ في حياة الكنيسة كما في حياة البشرية كلها، وإذ لم يكن دانيال متفرغًا للخدمة والنبوة لكنه كان أشبه برئيس الوزراء في دولة سيطرت على العالم أجمع. عرف كيف يُعطي ما لقيصر لقيصر، وما لله لله. وإن كان دانيال لم يرجع إلى أورشليم مع العائدين من السبي، ولم يشترك مع نحميا في بناء السور، ولا مع زربابل في إعادة بناء الهيكل، لكنه كان الرجل الأول الخفي العامل في هذه الأمور، إذ كان له تأثيره على ملوك بابل وفارس. لقد قدم خدمة فائقة من جوانب متعددة خلال حياته المقدسة وأمانته في عمله.
ليت روح الرب يفتح بصائرنا لنكتشف أسراره الإلهية، ونتعرف عليه، ونقبل صداقته عاملة فينا، فيستخدمنا في الموقع الذي يراه لبنيان ملكوته.