عبدًا عبرانيًا في بيت فوطيفار. ومع كون لون الظروف غامق، أظهر الفتى بياضًا ناصعًا في رفضه للخطية، وهنا نقف لنسأل لماذا تصرف هكذا؟
وللإجابة على ذلك سأبحث عن قناعة في عقله، من جهة كيف يفكر يوسف في الله؟ وعند قراءة القصة بعناية نجد أن امرأة فوطيفار قد استغلت أن البيت فارغ من أهله (تكوين٣٩: ١١)، فظنت أن قلبه فارغ؛ فطلبت الشر. لكن مع كون الفتى في سن المراهقة، ومحروم من الأم التي ماتت، لمع شخص آخر في المشهد وهو الله الذي يملأ حضوره البيت، ويرى كل خفي، فنطق صيحته الشهيرة «كَيْفَ أصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأخْطِئُ إلَى اللهِ؟»
لقد تعلَّم يوسف من تاريخ جدِه إبراهيم، أن آخذ زوجة آخر هو خطأ في حق الله قبل الزوج، وذلك في قول الرب لأبيمالك حينما أخذ سارة دون عِلم أنها زوجة إبراهيم «وَأنَا أيْضًا أمْسَكْتُكَ عَنْ أنْ تُخْطِئَ إلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أدَعْكَ تَمَسُّهَا» (تكوين٢٠: ٦).