رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو عصب اللاهوت عند القديس بولس؟ فلو أننا سألناه قبل إيمانه بالسيد المسيح عن حاله الدينى عندما كان يضطهد كنيسة المسيح، لأجاب: "إني إنسان بار حسب الناموس، أعرف الشريعة وأفهمها، أحفظ نبوات العهد القديم عن ظهر قلب، أصوم مرتين كل أسبوع، وأقدم العشور، إنسان غيور على ديانتي وتقليدات آبائي، دارس ناجح وقائد لامع." أما وقد التقى بالسيد المسيح القائم من الأموات وهو في طريقه إلى دمشق اكتشف انه كان يسلك الطريق المضاد، وشعر بحاجته للإتحاد مع الله، والتمتع بالبنوة له، لكي يحمل مثال المسيح وصورته! متى شعر مؤمن بضعفه وهزيمته في معركته ضد الشهوات احتاج أن يكتشف بنوته لله. فإن وقف في معركة الطهارة بمفرده تصيبه الهزيمة، أما إن اتكأ على روح الله فينال الغلبة. إذ يكتشف الإنسان بنوته لله يتوب، ويغّير طريقه بعمل نعمة الله فيه. عندئذ يدرك أن الطهارة هي ناموس حياته الطبيعي. أما إذا تجاهل بنوته لله وعضويته في جسد ربنا يسوع المسيح تصير الشهوات الجسدية هي ناموسه الطبيعي. بمعنى آخر، النقاوة أو الطهارة بالنسبة للمؤمن ليست من عندياته، إنما تخص ذاك الذي مات على الصليب، وأرسل روحه القدوس لتقديس كنيسته وكل عضو فيها، يهبها له وينسبها إليه، فيحسب المؤمن بارًا وطاهرًا! ذكر القديس أغسطينوس في كتابه "الاعتراف" أن أباه كان يحثه على ممارسة أعمال غير لائقة مثل الارتباط بفتيات، وانه في صباه كان قائدًا لجماعة من الفتيان يقوم معهم بحملات سطو على حدائق جيرانه، فيسرق الكمثرى. لم يكن محتاجًا إليها إنما كان يقدمها للخنازير. كان هدفه في هذا كله أن يكون قائدًا، ولو في حملات سرقة! قيل عنه إنه عاش في علاقة غير شرعية مع سيدة أنجب منها طفلًا، وبقى معها في هذه العلاقة يطلب حياة الطهارة، لكنه يشعر بالعجز عن تحقيقها. كان في صلاته يطلب تأجيل التوبة يومًا فيومًا، إذ كان يشعر بلذة الشهوات وعجزه عن الاستغناء عنها. سمع يومًا عن القديس أنبا أنطونيوس من خلال كتاب القديس أثناسيوس الرسولي عنه. دُهش كيف أمكن لرجل قبطي بسيط أمي أن يصير قائدًا روحيًا عظيمًا يجتذب النفوس إلى ملكوت الله، بينما هو فيلسوف متعلم لا يقدر أن يحيا في الطهارة. عندئذ انطلق إلى الحديقة، وارتمى على جذع شجرة تين وصار يصلى باكيًا طالبًا الطهارة والعفة. رآه صديقه اليبّوس يبكى بحرارة فتاب معه. وإذ جاءت المرأة تقرع بابه، سألها القديس أغسطينوس: "من تطلبين؟" أجابت بدهشة: "أغسطينوس!" قال لها: "أغسطينوس مات! أما الذي يحدثك فهو يسوع المسيح الذي في قلب أغسطينوس!" تابت السيدة وصارت أمًا لديرٍ، بينما صار أغسطينوس أسقفًا، وجذب كثيرين إلى حياة الطهارة، مقدمًا لهم راحة داخلية في الرب. لقد صار ناموس أغسطينوس ومن تابوا معه هو بر المسيح ونقاوته! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|