أوّلا: أوّل المشوار بين حردين وتنّورين

[souad jaalouk]

أوّلا: أوّل المشوار
بين حردين وتنّورين


أ- عائلة مقدّسة
ولد يوسف كسّاب في قرية حردين سنة 1808؛ وفي اليوم الثامن، اقتبل سرّ العماد المقدّس. ومشهور عن والديه أنّهما كانا من أبناء البيوت العامرة، ومن ذوي الإستقامة والسيرة الحسنة، فاضلين، مسيحيّين، مارونيّين، من الناس الأتقياء؛ فأرضعاه الفضيلة مع الحليب، وربّياه تربية مسيحيّة. وإخوته هم: عسّاف ويعقوب والخوري أنطونيوس والأب الحبيس أليشاع، وأخواته: مسيحيّة الراهبة في دير حراش، ومارينا زوجة صادق كسّاب.

ب- في المدرسة
كان للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة في دير مار أنطونيوس حوب القريب من قرية تنّورين مدرسة لتعليم الأحداث، فأرسله والده إلى تنّورين. كان يبيت عند جدّه الخوري يوسف يعقوب ويتردّد إلى تلك المدرسة نهارا، متزوّدا ثلاثة أرغفة من الخبز، يأكل منها اثنين ويعود بالثالث إلى البيت. وأهمّ مواد التدريس فيها، كانت تلقين التعليم المسيحي وإعداد الأحداث لقبول الأسرار المقدّسة، ثم القراءة السريانيّة والعربيّة والحساب والخط، وخدمة القدّاس والمزامير والشحيمة، والجنّازات، والألحان الطقسيّة العاديّة.

ج- صلِّ إلى أبيك في الخفية (متّى 6\9)
عاد من المدرسة إلى قريته حردين يعاون والده في أعمال الحقل. كانت سَتّوت أرملة يعقوب جريج ترعى البقر معه في محلّ يدعى مار يوحنّا. فكان يقول لها: أنا تعبان، أرغب أن آخذ راحتي، فاعملي معروف لاحظي على بقراتي، مع بقراتك. وكان يغيب طويلا. ثمّ لحظت أنّه كان يذهب إلى مغارة، وكان يجثو ويصلّي ساعات طوالا. فكانت كلّ سني طفولته وشبابه ملأى بالأعمال التي يتمجّد بها الله، المحبّة والمسالمة لذويه وجميع رفاقه، والمواظبة على ممارسة أعمال التقوى والصلاح، ولاسيّما القدّاس، والصلوات الكنسيّة.