رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مهمة جديدة ان حدث وجود مريم عند الصليب يكشف أيضا مهمة جديدة قد أستدت لها، لقد رأي يسوع أمه والتلميذ الي كان يحبه، ثم قال لمريم:” ، هُوَذَا ابْنُكِ” وقال للتلميذ:” «هُوَذَا أُمُّكَ». ما اجمل من فعل المحبة والمقدّم من الإبن نحو امه القديسة مريم وهو يستعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة فلقد كان همّه ليس فقط في نفسه وأيضا لم يكن في حاجة لكي يطلب رحمة من احد اوينتابه اليأس فلا يفكر إلا في حالته، لكنه كان مهتما بمن يحبهم. لقد تواصل أولا مع اللص اليمين واعدا إياه بالفردوس ثم ها هي أمه فسلّمها الي التلميذ الذي كان يحبه وهو يوحنا. على أساس مبدأي وفي تلك اللحظة الثمينة فكلمات يسوع الأخيرة تلك وهو على الصليب وتسليم أمه لعناية تلميذه تعكس حب يسوع وعنايته بأمه. ويسوع قبل موته يفكر كيف ستعيش أمه ومن يستطيع العناية بها بعد موته ومن يا ترى يمكن الوثوق به لتلك المهمة. هناك شيئ آخرمن حيث ان انجيل يوحنا ككل وخاصة سرده لقصة الآلام مملوء بالعديد من الرموز اللاهوتية والإهتمام بإتمام النبؤات فلا يمكن ان تكون تلك الكلمات كانت تعني فقط نقل رغبة يسوع وقلقه بخصوص طلبات مادية واحتياجات بشرية لأمه، لكن كل تفصيل في ذلك الحدث خاصة عند الصليب تشير لخطة الله واكتمالها بطريقة عجيبة فلنأخذ بعين الإعتبار ما يلي: أولا، قبل ان يوجه يسوع لمريم ويوحنا كلماته ذكر الأنجيل كيف ان الجنود نفذوا ليسوع نبؤات قد قيلت عنه واستمر لشرح ذلك كما جاء في نص النجيل بالقول” حتى يتم المكتوب”، لدرجة ان النص قد اقتبس مزمور 18:22 لكي يجعل الترابط واضح:” يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ” كما جاء في يوحنا24:19:” فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هذَا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ”. ومثل آخر كما أشار يوحنا29:19:” وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ” وهو مأخوذ مباشرة من مزمور21:69″وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ.”وثالث مثال بعد موت يسوع استمر يوحنا بطريقته ان يشيرالى ان الجنود لم يكسروا قدمي يسوع – وهكذا مات يسوع مثل ذبيحة حمل الفصح حيث لا يكسر عظامه:” وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ”(يوحنا33:19) وبما جاء في سفر الخروج:”فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ”(الخروج46:12).ثم اقتبس يوحنا الإنجيلي نبؤة من سفر زكريا النبي:”«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.”(زكريا10:12) فكتب قائلا:” وَأَيْضًا يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: «سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ»(يوحنا37:19). اقتباس الكثير من النبؤات من خل يشربه وعظام تركت بلا كسر ومطعون بحربة كما جاء في انجيل يوحنا فلم تكن فقط تحمل حقائق تاريخية فكل نقطة مملوءة بمستوى عميق من الرمز زمعنى لاهوتي، وفي وسط كل تلك الأحداث يعلن عن خطة الله وتحقيقها فيقول لمريم:” «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ» مما يعطي دلالة على ان هناك شيئا آخر وليس مجرد تسليم أمه لتلميذ يحبه ولكن يسوع هنا يقدم لنا اعلان لخطة الله الخلاصية. هناك مفتاح جديد لكي نفهم المعنى العميق لإعطاء يسوع أمه لتلميذه وتلميذه لأمه لكي نفحص دور الشخصية الثالثة التي ذكرت في هذا النص. حسب التقليد فالتلميذ المحبوب عُرف بأنه يوحنا الرسول او ما يطلق عليه يوحنا اللاهوتي. وهو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل ولقد دعاه يسوع مع أخيه يعقوب ليكونا من تلاميذه ويبدو أنه كان على جانب من الغنى لان أباه كان يملك عددًا من الخدم المأجورين (مر 1: 20). أما سالومة أمه فقد كانت سيدة فاضلة نقية وكانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع، وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة، لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الأشراف أن يتعلموا حرفة ما. وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين. وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد وكان معروفًا لدى قيافا رئيس الكهنة. وكان وأخوه حادّي الطبع سريعيّ الانفعال والغضب فلقبهما يسوع “بوانرجس” أي “ابني الرعد” أو الغضب. وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائمًا بين الأربعة الأولين وكان أحد الرسل الثلاثة، الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا إقامة ابنة يايرس، والتجلي، وجهاده في جثسيماني. وظل يوحنا أمينًا لسيده، ملازمًا له حتى النهاية وعند الصليب ظل أمينًا، فأخذ من يسوع اجل وديعة، إذ أوصاه بالعناية بأمه وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة، كان أول من آمن بقيامة المسيح ولهذا دعي دون غيره بـ”التلميذ الحبيب“. والآن دعونا نأخذ بعين الإعتبار ذلك الدور الرمزي الذي قام به يوحنا في الأنجيل الرابع، فانجيل يوحنا غالبا يستعمل شخصيات مفردة ليمثلوا ويرمزوا لمجموعات كبيرة، فمثلا في الأصحاح الثالث نجد نيقوديموس ككاتب “رجل فريسي” و” معلّم لليهود” والذي جاء ليسوع ليلاً ولم يفهم تعليم يسوع (يوحنا1:3)، فبعض شرّاح الكتاب المقدس رأوا ان نيقوديموس يمثل كثير من الفريسيين وقادة يهود آخرين الذين لم يتفهموا المسيح وتركوه مثل نيقوديموس وظلوا في الظلمة. بالمثل المرأة السامرية في يوحنا 4 والتي وجدت صعوبة في فهم كلمات يسوع وبعدها وببعض من الإيمان مثّلت العديد من السامريين الذين سقطوا من اليهودية ولكنهم سيؤمنوا بالمسيح. بنظرة أكثر قرباً للتلميذ الحبيب إشارة بأن هذا يمثل أكثر من فرد يتبع المسيح، فهو يقف كتلميذ مثالي، فالتلميذ المحبوب هو الشخص القريب من يسوع والذي اتكأ على صدر المعلّم في العشاء الأخير “فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟»(يوحنا23:13)، وهو الرسول الذي ظلّ مع يسوع حتى والمحاكمة والمعاناة وأما الأخرون هربوا أما التلميذ الحبيب هو فقط الذي تبع يسوع في كل الطريق حتى الصليب “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا”(يوحنا26:19)، والتلميذ الحبيب هو أول من آمن بقيامة المسيح “فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ”(يوحنا8:20)، وهو أول من حمل شهادة قيامة المسيح الرب”فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!»(يوحنا7:21). لذلك بينما التلميذ الحبيب قد عرف من التقليد بيوحنا الرسول، هو أيضا خدم كرمز يمثل كل التلاميذ المؤمنون، فالتلميذ الحبيب يقف عن كل من يتبعون المسيح حتى في وسط المصاعب وعن كل من يؤمن بيسوع ويشهد بأنه الرب، وبمعنى آخر هذا الشخص الحبيب في انجيل يوحنا يمثل كل نلاميذ يسوع المحبوبين. صلاة: يا الهي كم كنت اتوق ان أكون ذاك التلميذ الذي تحبه وان تعطيني امك القديسة مريم لتكون اما لي ولكنني أؤمن انك رأيتني واخترتني ووهبتني انا في شخص تلميذك يوحنا ان اكون ذاك التلميذ فساعدني يا سيدي ان احمل تلك الرسالة بأمانة. آمين. اكرام : تأمل بمريم التي كرّمها ابنها الإلهي ونقلها بالجسد والنفس للسماء نافذة: يا أم الرجاء صلي لأجلنا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|