رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* ماذا يُقصد بكلمة الله أنه يُعرف لنا في حلمٍ إلا أننا لا نتعلم أمور الله السرية مادمنا في يقظةٍ في الشهوات العالمية. ففي الحلم تستريح الحواس الخارجية، ويمكن تمييز الأمور الداخلية. إذن، إن أردنا التأمل في الأمور الداخلية، فلنسترح من الانشغالات الخارجية. بالحقيقة يُسمع صوت الله كما في حلمٍ، عندما تكون الأذهان في راحة، نستريح من ضجيج هذا العالم، فنفكر في الوصايا الإلهية في أعماقها، في السكون العميق للذهن. هكذا إذ يُلزم القديسون خلال ضرورة الالتزامات أن ينشغلوا في أمور خارجية، يعودون دومًا في شغفٍ لدراسة أسرار قلوبهم. بهذا يصعدون إلى علو الفكر الخفي، ويتعلمون كما لو إلى الناموس الذي على الجبل، عندما يضعون جانبًا قلاقل الأعمال الزمنية، ويتأملون في أحكام الإرادة الإلهية. هكذا موسى نفسه كثيرًا ما انسحب إلى خيمة الاجتماع في أمورٍ متشكك فيها، يسأل الله خفية، ويتعلم القرارات التي يلزم أن يتخذها... هكذا في نشيد الأناشيد، العروس القائلة: "أنا نائمة، وقلبي مستيقظ" (نش 2:5) سمعت صوت العريس في أحلامٍ... ولما كان جميع القديسين -ماداموا في هذه الحياة- ينظرون أسرار الطبيعة الإلهية فقط خلال تشبيهات (إذ لم يقتنوا بعد نظرة أكثر وضوحًا عنها ليروها كما هي)، لذلك بعدما قال أليهو إن الله يتكلم معنا في حلمٍ، بحقٍ أضاف: "في رؤيا الليل". لأن الليل هو الحياة الحاضرة، ومادمنا نحن فيها، نتغطى بضبابٍ خفيفٍ من التصورات غير الأكيدة قدر ما نهتم بالأمور الداخلية. أضاف بطريقة لائقة: "ينعسون في مضاجعهم". لأنه بالنسبة للقديسين النعاس في مضاجعهم هو أن يستريحوا في حجال العقل. هكذا مكتوب: "ليبتهج القديسون بمجدٍ، ليفرحوا على مضاجعهم" (مز 5:149). البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|