الأنبا أنطونيوس
جاء في فردوس الآباء: [قيل إنه في أيام اضطهاد الإمبراطور مكسيميانوس إنّ أنبا أنطونيوس قال في نفسه: "فلأذهبنّ إلى الإسكندرية حيث نيران العذاب، فإذا سمحت النعمة الإلهية باستشهادي تجدني مستعدًّا، وإن لم تسمح بذلك أكون على الأقل قد وقفتُ إلى جانب المضطهَدين من أبناء القديس مرقس الإنجيلي الشهيد". فزار القديس المسجونين في الإسكندرية مشجِّعًا ومعزِّيًا لهم، وكان يصحبهم إلى مكان الإعدام ليشجعهم بالتراتيل وكلام الإنجيل، فاغتاظ الحكّام من عمله وأمروا بمنع رجال الدين من مرافقة المحكوم عليهم، ومع هذا فقد كان القديس يرتدي ثوبه الأبيض ويحضر المحاكمات ثم يرافق المسيحيين إلى مكان الاستشهاد، ومن العجيب أنّ الله لم يسمح بأن يستشهد معهم رغم مجازفاته الكثيرة، إذ حفظه لأجل تثبيت قواعد الرهبنة.]