اعتقال رجل دين بباكستان بتهمة تلفيق تهمة حرق القرآن لفتاة مسيحية
اسلام اباد (رويترز) - قال مسؤول في الشرطة الباكستانية يوم الاحد إن السلطات الباكستانية اعتقلت رجل دين مسلما على خلفية مزاعم بتلفيقه تهمة لفتاة مسيحية اعتقلت بموجب قانون لمكافحة التجديف. واحتجت جماعات دينية وعلمانية حول العالم على اعتقال الفتاة وتدعى ريمشا مسيح والتي اتهمها جيرانها المسلمون بحرق صفحات من المصحف. وقال منير حسين جعفري المسؤول بالشرطة ان رجل الدين المسلم اعتقل بعدما اشتكى شهود من قرية الفتاة الواقعة على مشارف العاصمة اسلام اباد من تصرفاته المزعومة. واضاف جعفري لرويترز "شكا شهود من قيامه بتمزيق صفحات من المصحف ووضعها في حقيبتها التي كانت تحوي اوراقا محترقة." وستعقد جلسة محاكمة يوم الاثنين للنظر في الافراج بكفالة عن ريمشا مسيح. وسلطت هذه القضية الاضواء مجددا على قانون محاربة التجديف المثير للجدل في باكستان. وبموجب هذا القانون يتم تجريم أي شخص يسيء الى الاسلام أو النبي محمد ليواجه عقوبة الاعدام. ويقول نشطاء وجماعات للدفاع عن حقوق الانسان إن المصطلحات الغامضة أدت إلى إساءة استغلال القانون ويشيرون إلى انه يشكل تمييزا على نحو خطير بحق الاقليات في البلاد. ويقول منتقدو زعماء باكستان انهم يخشون ردة فعل المتشددين اذا هم افصحوا عن آرائهم الرافضة للقانون في بلد يغلب عليه الطابع الديني المحافظ. والادانة شائعة بموجب هذا القانون لكن عقوبات الاعدام لم تطبق على الاطلاق. وفي الغالب يتم اسقاط الاتهامات امام محكمة الاستئناف لكن بعض الجماعات قتلت العديد من الاشخاص الذين اتهموا بالتجديف.
وتضاربت الانباء بشأن عمر الفتاة وحالتها العقلية. وقالت بعض وسائل الاعلام انها تبلغ من العمر 11 عاما وتعاني من متلازمة داونز. وذكر مستشفى في تقرير ان عمرها اربع سنوات تقريبا لكن قدراتها العقلية دون تلك السن وهي غير متعلمة. وأدى اعتقال ريمشا مسيح الى نزوح بضع مئات من المسيحيين من قريتها الفقيرة بعدما اذاعت المساجد عبر مكبرات الصوت ما يزعم ان الفتاة ارتكبته. ويشعر المسيحيون الذين يشكلون ما يصل الى اربعة بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 180 مليون نسمة بالقلق ازاء قانون التجديف ويقولون انه لا يوفر لهم أي حماية. ويشكون من ان الادانة تتوقف على شهادة الشهود وان الاتهامات غالبا ما تكون بدوافع انتقامية. وفي عام 2009 اشعلت حرائق في 40 منزلا وكنيسة بايدي حشد يضم نحو الف مسلم في بلدة كوجره في اقليم البنجاب. وقتل سبعة مسيحيين على الاقل حرقا. ووقعت الهجمات بعد تقارير عن تدنيس القرآن. وقتل اخوان مسيحيان بالرصاص خارج محكمة في مدينة فيصل اباد بشرق البلاد في يوليو تموز 2010 بعدما اتهما بكتابة خطاب يسيء للنبي محمد.