البابا غريغوريوس (الكبير)
أن المؤمن أشبه بوتر في عود أو قيثارة، إن ضُرب عليه بخفة شديدة لا يقدم صوتًا، وإن ضُرب عليه بشدة يسبب إزعاجًا. لذا يليق بالإنسان أن يسلك باعتدال في كل شيء، ففي نسكه لا يبالغ حتى لا يدمر حيويته، ولا يترك النسك كلية فلا يقدر أن يضبط جسده.
إننا أوتار مختلفة في قيثارة الله، نعمل معًا، فتخرج سيمفونية مبهجة يتقبلها الله ذبيحة تسبيح وشكر مقبولة ومرضية لديه. بهذا يتمتع المؤمن بالحياة السماوية بكونها حياة جماعية في الرب، كل عضو بمفردة يشعر بلمسات يّد الله العازفة به، ولكن بذات اليد تضرب على الأوتار الأخرى في تناغمٍ وتناسقٍ بديعٍ!