أرجل سريعة الجريان إلى السوء
العجَلَة والتسرع كلاهما نتائجه أليمة حتى في الكلام «أَرَأَيْتَ إِنْسَانًا عَجُولاً فِي كَلاَمِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ» (أمثال٢٩: ٢٠)؛ فما بالنا إذا كان التسرع في عمل الشر وإتيان السوء.
وفي هذا السياق ضلَّ شعب إسرائيل سريعًا وزاغوا وفسدوا بعدما أخرجهم الرب من أرض مصر بيد رفيعة وذراع ممدودة، وصنعوا لأنفسهم عجلاً مسبوكًا لمجرد أن تأخر موسى عنهم في النزول من محضر الله على جبل سيناء.
كما يقول الوحي المقدس: «زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: “هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مصر”. قال الرَّبُّ لِمُوسَى: “رَأَيْتُ هذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ، فَأُصَيِّرَكَ شَعْبًا عَظِيمًا”» (خروج٣٢: ٨-١٠).
وفي هذا حمقوا جدًا، حتى استدعوا غضب الله سريعًا ولولا تشفع موسى لأجلهم لهلكوا بنار قداسة الرب الذي يغار على مجده. «فَتَضَرَّعَ مُوسَى أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَقَالَ: لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟».