شَمْجَرَ لم يُبادر بالهجوم على الأعداء، إذ لا يتصور قط أن رجلاً لا يحمل معه سوى مِنْسَاسِ بَقَرِ، يأخذه سلاحًا ليهاجم به سِتَّ مِئَةِ رَجُل مِنَ الأعداء الأشداء المُسلحين. بل المتصوَّر أن شَمْجَرَ كان يرعى أبقاره في مكان ما، وتعرَّض له الغزاة بأسلوب وحشي مثير. فهل كان له أن يهرب، ويترك أرضه وأبقاره، ويعتبر النجاة نوعًا من الانتصار يغبِّطه عليه أهله وصحبه عند عودته إلى بيته!
ولم يكن حادث شَمْجَر مع الغزاة حادثًا شخصيًا لا يتكرر، ولكن هذا الاعتداء كان أكثر من اعتداء شخصي، إذ هو اعتداء على أمة وشعب، وأكثر من ذلك هو تحدٍّ وإهانة واستهتار بإله هذا الشعب. وأدرك شَمْجَر أن من الأفضل له أن يموت من أن يترك الشر يُهين اسم الرب، ويَذل شعبه.