رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حتى الذين تقدموا روحيا تقدما كبيرا، يمكن ان يقعوا بسهولة في الخطيئة ان لم يثابروا باستمرار على السير وراء الله: ان اخر ما تخبرنا به قصة جدعون هو مواجهته للتجارب وهو في قمة انتصاره، فرغم انتصاره في التجربة الاولى برفضه ان يتم نصبه ملكا على الشعب (23:8)، مؤكدا لحقيقة ان مفتاح الحياة، سواء لأمة أو لفرد، هو وضع الله أولا في الحياة. ولكنه فشل في مواقف اخرى وهي: (1) قيامه بعمل افودا ذهبيا. فبالرغم من اننا لا نعلم لماذا فعل ذلك، فربما كانت لديه دوافع طيبة لصنعه "كونه تذكار منظور لإحياء ذكرى النصر"، الا انه من سوء الحظ اصبح ذلك فخاً له ولبيته ولشعب الله، فبدأ الشعب في عبادة الأفود صنما لهم. وللأسف كثيرا ما تكون للقرارات الصادرة عن دوافع طيبة، نتائج سلبية. لذلك فمن المهم التمهل ودراسة كل خطة او قرار قبل اصداره لكي لا يتحول الى مشكلة كامنة.. (2): اقام علاقة بينه وبين سريته كانت ثمرتها ولدا فرّق عائلة جدعون، وجلب مأساة على الأمة. وبذلك كان جدعون خير مثال لحقيقة أن الأبطال في الحرب ايا كان نوعها، ليسوا دائما أبطالا في الحياة اليومية. فقد قاد جدعون الأمة، لكنه لم يستطع أن يقود عائلته. فمهما كنت أو كانت حالتك فإن التساهل الأخلاقي يؤدي إلى نتائج خطيرة، فان الانتصار امام معركة لايعني بالتاكيد الانتصار في المرات القادمة، وذلك يتطلب منا أن نكون يقظين باستمرار للتجربة وان نميز هجمات الشرير ونختاربمعونه الرب رد الفعل المناسب لها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|