رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة تعرَّف على الله تَعَرَّفْ بِهِ وَاسْلَمْ. بِذَلِكَ يَأْتِيكَ خَيْرٌ [21]. يصعب الحكم على موقف أليفاز هذا، فإنه وإن ظلم أيوب بتوجيه اتهامات مُرة ضده، وحاول تأكيدها بالرغم من عجزه عن إيجاد دلائل عملية على اتهاماته، لكنه هنا يفتح أمامه باب الرجاء. يكشف أليفاز عن بركات الرجوع بالتوبة إلى الله. فإن استبعدنا نية أليفاز في تأكيد شر أيوب، فإن كلماته هنا مصدر قوي للرجاء في الرجوع إلى القدير، ليجد في القدير نفسه خيره وبره وكنزه وكل شبعٍ له. يقدم أليفاز مشورة صالحة: "اقترب إلى الله، وتعرف عليه، وكن في سلام معه!" ليس من علاج سوى الاقتراب من الله والاتحاد معه والدخول معه في سلام داخلي. * ليس هناك من يحزننا مثل ذلك الساقط في الخطية، الذي يتذكر خطاياه ليتلذذ بالأمور الجسدية الأرضية، بدلًا من أن ينشغل ذهنه بسبل معرفة الله الجميلة! فآدم أخفى نفسه عندما عرف بحضور الله، راغبًا في الاختباء عندما دعاه الله بذلك الأمر الذي جرح به نفسه (عدم ملاقاة الرب)، قائلًا له: "آدم أين أنت؟" (تك 3: 9). بمعنى "أين تخفي نفسك؟ لماذا تختبئ؟ لماذا تهرب من الله الذي كنت تتوق إلى رؤيته؟! القديس أمبروسيوس ما هو "الخير" الذي يتطلع إليه أليفاز كثمرةٍ للدخول في سلام مع الله. إن قصد البركات السماوية تكون مشورته صادقة وبنَّاءة، أما إن كانت عيناه مركَّزتان على الخيرات الزمنية التي فقدها أيوب، فلا يكون قد أصاب في مشورته! * "لنا سلام مع الله" (رو1:5)، من خلال ربنا يسوع المسيح الذي صالحنا مع الله خلال ذبيحة دمه... جاء المسيح لكي يُهْلِك الأعداء، ويصنع السلام، ويصالحنا مع الله الذي فَصَلْنَا عنه حاجز الشر الذي أقمناه بخطايانا. العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تعرَّف أولاً على مشيئة الله واخضع لها |
أيوب | التوبة تفتح أبواب السماء |
أيوب | التوبة طريق الغنى |
أيوب | التوبة رجوع إلى القدير |
أيوب | منهج طريق التوبة |