رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَبْدِي دَعَوْتُ، فَلَمْ يُجِبْ. بِفَمِي تَضَرَّعْتُ إِلَيْهِ [16]. وهو السيد يتضرع إلى العبد ويتوسل إليه، والعبد لا يبالي، ولا يلفته اهتمامًا. * "عبدي دعوت فلم يُجب" [16]. واضح أن (المسيح) كان يتحدث عن يهوذا. *"بفمي تضرعت إليه، توسلت إلى زوجتي" [17]. يتحدث (المسيح) عن أورشليم، فقد خطبها له لكي تخدم الناموس. فقد تضرع عدة مرات من أجلها ليخلصها. لقد توسل مرات عديدة إليها كي تتغير، حتى قال: "يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك... ولم تريدوا" (مت 23: 37). الأب هيسيخيوس الأورشليمي "بفمي تضرعت إليه" [16]. كأنه يقول بأكثر وضوح: أنا هو نفسي، الذي قبلت تجسدي أعطيت وصايا لممارستها، وذلك بفم الأنبياء، جئت إليه متجسدًا، متضرعًا إليه بفمي. هكذا عندما أخبر متى (البشير) عن الوصايا التي سلمها (الرب) على الجبل قال: "وفتح فاه وعلمهم" (مت 5: 2). كأنه يقول بوضوح: عندئذٍ فتح فمه، هذا الذي فتح قبلًا أفواه الأنبياء. كذلك قيل عنه بواسطة العروس المشتاقة إلى حنوه: "ليقبلني بقبلات فمه" (نش 1: 2)، خلال كل الوصايا التي تتعلمها بالكرازة. كأن الكنيسة المقدسة تتقبل قبلات فمه الكثيرة. الآن حسنا قيل: "تضرعت"، حيث ظهر في الجسد، وهو ينطق بوصايا الحياة في تواضعٍ، وكأنه يبحث عن خادمه المملوء كبرياء لعله يأتي... البابا غريغوريوس (الكبير) لا تحزنوا على غياب الهيكل هنا، ولا تيأسوا لافتقاركم إلى كاهنٍ. ففي السماء تجدون مذبحًا وكهنة الخيرات العتيدة، على رتبة ملكي صادق، في موكبهم أمام الله (عب 5: 10). فقد شاءت محبة الرب ورحمته أن ينزع عنكم الإرث الأرضي، حتى يتسنى لكم أن تطلبوا السماوي . العلامة أوريجينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|