صمت المسيح
العلامات التي نطلبها كي نؤمن بالله تجرح الحقيقة أي علاقة المحبة مع الله، لذلك كان رفض المسيح مباشر للحصول على هذه العلامات: “الحق أقول لكم لن يُعطى هذا الجيل آية” (مر12:8).
المسيح أتى إلى العالم لكنه اختبئ وراء جسده الظاهر. المسيح يجيبنا بصمته ولكن لهؤلاء الذين يستطيعون أن يفهموا وأن يدركوا أن داخل هذا الصمت تختبئ محبة المسيح للإنسان، فبصمته هذا تختبئ حريتنا أي خلاصنا.
البحث العلمي عن الإيمان والوصول لعلامات تثبت صحته، تحط من قيمته ليصبح نوعاً من المعرفة البسيطة. لذلك يتواجد المسيح في صمت محبته المطلقة، حيث البحث عنه يحتاج العمر كله وجهد كبير. الله لا يأمرنا بل يدعونا لنوع من العلاقة التي لا يشوبها شكوك. الأب هو كذلك بدون أن يفرض أبوته على أحد. والسيد المسيح أتى ليجلس على طاولة الخطاة وصُلب بسبب محبته المطلقة. فهل يوجد عريس مات من أجل عروسه أو ارتضت عروس أن تتزوج من عريس مصلوب؟ السيد تزوّج الكنيسة فقدم لها دمه كمهر، وخواتم هي المسامير التي علق بها عند الصلب، هكذا كانت محبة المسيح للإنسان.