الصلاة فى معناها البسيط حديث مع الله 00
و فى معناها الأعمق صلة بالله 00
صلة حب 0 صلة عاطفة 0 قبل أن تكون كلاماً ، و الكلام بدون حب لا معنى له 0
و لهذا يقول الرب معاتباً " لأن هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه و أكرمنى بشفتيه و أما قلبه فأبعده عنى " ( أش 29 : 13 ) 0
و لهذا كانت صلاة الأشرار غير مقبولة أمام الله ، بل و مكرهة للرب ، لأنها لا تصدر عن حب ، إلا إن كان شريراً منسحقاً يطلب التوبة كالعشار 0
و قد قال الرب يصلون بغير نقاوة قلب " فحين تبسطون أيديكم أستر عينى عنكم و إن كثرتم الصلاة لا أسمع 0 أيديكم ملانة دماً 00 إغتسلوا تنقول ، إعزلوا شر أفعالكم من أما عينى 0 كفوا عن فعل الشر " ( أش 1 : 15 ، 16 ) 0
الصلاة هى جسر يوصل بين الأرض و السماء 0 شبهوها بسلم يعقوب الواصلة بين السماء و الأرض 0 و الصلاة هى مفتاح السماء ، و هى لغة الملائكة و هى عملها ، و هى حياة الروحيين 0 و الصلاة هى اشتياق النفس للوجود مع الله 0هى اشتياق المحدود إلى غير المحدود ، و اشتياق المخلوق إلى خالقه ، اشتياق الروح إلى مصدرها و إلى شبعها 00 فى الصلاة يرتفع الإنسان يرتفع الإنسان عن مستوى المادة لكى يلتقى مع الله
مقياس نجاح الصلاة ، أنه كلما تود أن تترك و تنتهى لا تستطيع 0 بعكس الإنسان الذى يفرح أنه ختم الصلاة و قال آمين 0
الإنسان الناجح فى صلاته لا يستطيع أن يتركها ، بل ينشد أمام الملائكة أغنيته المحبوبة " أمسكته و لم أرخه " ( نش 3 : 4 ) 0
من ينجح فى الصلاة ، لا يفضل عليها عملاً آخر أيا كان 0 من أجلها هرب القديسون من العالم و الأشياء التى فى العالم 0 و بحثوا عن الهدوء و السكون و أحبوه بكل قلوبهم ينفردوا بالله 0 و الصلاة تعلق بها الإنسان بها الإنسان تصير الصلاة له حياة 0 و تصير حياته صلاة 00 هناك قديس نكتب سيرته الكاملة ( سير حياته ) فى كلمة واحدة و نقول " كانت حياته صلاة " صلاة دائمة غير منقطعة ، صلاة لم يمر وقت تنقطع فيه و لو لحظة يقول فيها العازف سلاه 00 حتى فى نومه لا ينقطع حديثه مع الله ، بالعقل الباطن و فى اللاوعى ، أترى هذا تفسير العبارة " كنت أذكرك على فراشى " ؟ 00