أقام يوحنا وصفرونيوس في الإسكندرية بضع سنوات. فلما أخذ الفرس يتهددونها خرجا منها إلى القسطنطينية وخرج معهما يوحنا الرحيم الذي استدعاه ربه إليه في الطريق ودفن في مدينته أماتوس القبرصية. أما يوحنا وصفرونيوس فارتحلا إلى رومية.
هناك رقد يوحنا وقد تقدم في أيامه. وكان أن نقل صديقه وتلميذه، صفرونيوس، رفاته، بناء لوصيته، إلى دير القديس ثيودوسيوس، في فلسطين، حيث ترهب أصلاً بعدما تعذر نقله إلى سيناء كما طلب. أما صفرونيوس وكوكبه من تلاميذه، إثنا عشر عدداً، فأقاموا في أورشليم. المدينة المقدسة كانت لا تزال في يد الفرس. بطريركها زكريا كان، بعد، في الأسر وكذا العود المحيي، وكان مودستوس يسوس الكنيسة بالوكالة. ولم يطل الوقت حتى أُعيد عود الصليب والبطريرك زكريا معاً إلى أورشليم بعدما حقق هيراكليوس قيصر انتصارات على الفرس وفرض عليهم شروطه للصلح. بقي الصليب في يد الفرس، يومذاك، أربعة عشر عاماً.
لم يبق زكريا في كرسيه طويلاً لأنه رقد واختير مودستوس عوضاً عنه. مودستوس أيضاً رقد بعد ذلك بسنتين، فحل محله صفرونيوس.