رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حَبِلَ شَقَاوَةً وَوَلَدَ إِثْما،ً وَبَطْنُهُ أَنْشَأَ غِشًّا". [35] * "إنه يحبل بالأحزان". وما هي ثمرة هذا؟ "يحل به الباطل، وتحمل بطنه خداعًا". أو بالحري "سيحمل" مما يأتي من "الخداع"، يحمل الخداع نفسه، بحمله أمورًا لا نفع لها، ولا تفيده في شيء. لو أن أليفاز كان يفكر في هذه الأمور كلها واقعيًا، لو أنه التقى هنا بمخادعين، ما كان قد فكر بطريقة صادقة وبإخلاص، لأن الحكم على كثير من المخادعين محفوظ للعصور المقبلة. وإن كان يتحدث عن مكافآت مقبلة، فإنه يسيء إلى أيوب باطلًا. باطلًا كان يدينه على أحزانه. لأن بهاء هذه الحياة كثيرًا ما يحل على عبيد الطمع، ومآسي الحياة على الأبرار. لم يقرر الله ذلك خطأ بل بالاستقامة تمامًا. فإنه لا يمنح البار بهاء هذه الحياة التي شبعها أوراق شجر، وقوتها ظل، وغناها قش، ومجدها دخان، أما البار فيتأهل لملكوت السماوات، وعدم الفساد، وعدم الموت، والمجد العلوي، الذي فيه يفرح الشخص مع الملائكة. هذا هو السبب أنهم حتى إن أنهكوا أنفسهم بالعرق، ولاقوا متاعب كثيرة، لا يلومون الديان، عالمين أنهم بهذه الأحزان البسيطة ينالون المجد المقبل (2كو4: 17)، الذي سيُعلن لنا (رو8: 18) من الآب والابن والروح القدس. الأب هيسيخيوس الأورشليمي بالتمتع بالحسد يحبل ويلًا، وبالنطق بالافتراءات يلد إثمًا. إنه لشر عظيم عندما يجاهد الشرير أن يُظهر الآخرين أشرارًا، حتى يبدو هو نفسه قديسًا، إذ يظهر الغير نجسين. يلزمنا أن نضع في ذهننا أن الكتاب المقدس يستخدم لقب "البطن" أو "الرحم" ليُفهم بهما "العقل". قيل بسليمان: "سراج الرب طرق البشر يبحث عن كل الأجزاء الداخلية للذهن" (أم 20: 27). بلقب "الرحم" بحق يُفهم العقل، فكما أن النسل يُحبل به في الرحم، هكذا الفكر يتولد في العقل. وكما أن اللحم يوجد في البطن هكذا الأفكار في العقل. فإن رحم المرائي يعد خداعات، إذ يحبل دومًا في عقله شرورًا عظيمة ضد أقربائه، تتناسب مع أهدافه نحو نفسه أن يظهر بريئًا أمام كل البشر. البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|