رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ يَرْجِعُ بَعْدُ إِلَى بَيْتِهِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَكَانُهُ بَعْدُ [10]. يعلم أيوب تمامًا أن بموته لا يعود بعد إلى بيته في هذا العالم، لا يعود يمتلك شيئًا، ولا يتمتع بعد بالأرضيات، ولا يمارس أعماله الزمنية. إنه يترك كل شيءٍ لمن يأتي بعده ويحتل موضعه. "ولا يعرفه مكانه بعد": ليس فقط لا يعود أيوب بعد موته إلى موضعه، وإنما الموضع ومن يسكنون فيه لا يعرفون أين هو أيوب، إذ تنقطع الصلة تمامًا بين أيوب ومن يسكن في موضعه. * ما أن يُسلم إنسان إلى العقوبات الأبدية لا يُستدعى مرة أخرى من هناك، حيث يمكن أن يربط ذاته بالحب... البابا غريغوريوس (الكبير) * خُلق الإنسان ليتأمل خالقه، فيبقى دومًا يطلب أن يكون على مثاله، ويقطن في بهجة حبه. أما إذا طُرد خارجًا عن ذاته بالعصيان، يفقد أساس ذهنه. إذ يُترك خارجًا في الطرق المظلمة يجول بعيدًا عن مسكن النور الحقيقي. * "ولا يعرفه مكانه بعد"، فإن مكان الإنسان - ليس المكان المحلي - فقد صار الخالق نفسه، الذي خلقه لكي يكون فيه، كمكانٍ للإنسان. لكنه ترك المكان عندما أنصت لكلمات المخادع، متخليًا عن محبة الخالق... لكن يوجد كثيرون جدًا بعدما نالوا عون المخلص، انحدروا في ظلام اليأس وهلكوا مرة أخرى في يأسٍ شديدٍ، إذ يستخفون بأدوية الرحمة المقدمة لهم. وبحق قيل عمن يُحكم عليه بالهلاك الأبدي: "ولا يعرفه مكانه بعد". يلاحظ على وجه الخصوص أنه لا يقول: "ولا يعرف مكانه بعد"، بل يقول: "ولا يعرفه مكانه بعد". فان كلمة "يعرف" لا تنسب للشخص بل للمكان، هذا الذي في حزم يقول للقاطنين في الشر في النهاية: "لا أعرفكم من أين أنتم" (لو 13: 25). البابا غريغوريوس (الكبير) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|