عن كتاب تأملات في مزمور "يستجيب لك الرب " (مز 19)
عن كتاب تأملات في مزمور "يستجيب لك الرب " (مز 19)
أول مزامير الساعة الثالثة. لقداسة البابا شنودة الثالث.
في وقت الضيقة والألم في وقت محاربة الشياطين وعندما تكثر الدسائس والمؤامرات التي تقوم عليك. عندما تصرخ مع داوود النبي "يارب لماذا كثر الذين يحزنونني – كثيرون قاموا علىَ – كثيرون يقولون ليس له خلاص بالهه"
يستجيب لك الرب
هذه رساله خاصة لك تسمعها من الله على لسان داوود فلاتخف هذا الصوت تسمعه من داوود ومن الملائكة – صلي من أجل نفسك ومن أجل غيرك من الناس – الكنيسة تصلي من أجل الذين في كل شدة وضيقة.
في يوم شدتك
"في العالم سيكون لكم ضيق" (يو33:16 ) أن الله لايمنع الشدة عن أولاده ولايمنع التجرية ولكنه يعطي انتصاراً واحتمالاً وحلاً. "أطلبوا تجدوا" الله يعطيك ما ينفعك وليس ما تطلبه الا اذا كان ما تطلبه هو النافع لك. المهم ان تؤمن ان الله سيتدخل في الوقت المناسب. وتوجد أمثله كثيرة في حياتنا وفي الكتاب المقدس مثل دانيال في جب الأسود و يونان في جوف الحوت ويوسف الصديق وسيدنا ابراهيم وسيدنا يعقوب و..... ولكن تأكد ان الرب هو الذي يستجيب "ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشر ذراعه" (أر 5:17) ويجب أن تكون طلبتك حسب مشيئة الله "تطلبون ولاتأخذون لأنكم تطلبون ردياٍ" (يع 3:4).
ينصرك إسم اله يعقوب
الله ينصرك على اعداءك وعلى نفسك ينصرك على غرائزك وشهواتك وعلى رغباتك ومشاعرك وأفكارك. "مالك روحه خير ممن يملك مدينة" ( أم 32:16). فهناك وعود من الله انه ينصرنا "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف؟ .... إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي. وإن قام عليَ قتال ففي هذا أنا مطمئن" (مز 26) فالكنيسة التي على الأرض هي الكنيسة المجاهده وكنيسة السماء هي الكنيسة المنتصرة. وتوجد مكافآت كثيرة للغالبين المنتصرين كما في سفر الرؤيا "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة" إن كان الله ينصرك فعش غالباً وعش قوياً لاتضعف " من يغلب لايؤذيه الموت الثاني من يغلب فسأعطيه سلطاناً على الأمم وسأجعله عموداً في بيت أبي ...." ولكن قال الوحي الألهي "اله يعقوب" بالذات ؟ يعقوب كان انساناً ضعيفاً ومسكيناً وفر هارباً امام القسوة والوحشية التي في أخوه عيسو الذي صصم قائلاً "أقوم وأقتل يعقوب أخي" (تك 42:27) وكذلك الخداع الذي قابله مع خاله لابان، إذاً إله يعقوب هو اله الضعفاء العاجزين عن حماية أنفسهم وإله يعقوب هو إله الودعاء إذا وقفوا أمام الأقوياء المعتزين بقوتهم وقيل أيضا عن يعقوب انه جاهد مع الله والناس وغلب وقد قال "نظرت الله وجهاً لوجه" (تك 30:32). الله معك وقت الشدة سواء طلبت منه أو لم تطلب واستجابة الله تختلف قد يرسل لك أحد الملائكة أو أحد القديسين ليتدخل في موضوعك. أجعل اسم الرب على فمك بأستمرار ليعطيك الرب قوة وعزاء. إسم الرب يقهر الشياطين وبإسمه صنع القديسون معجزاتهم "إسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع" (أم 10:18) "محبوب هو أسمك يارب فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119).
يرسل لك عوناً من قدسه ومن صهيون يعضدك
يرسل لك معونه يرسل لك من ينقذك- الله يعرف مشاكلك ويعرف أحتياجاتك فلذلك أطمئن. المعونه البشرية ممكن أن تخطيء أما معونة الله فهي مقدسة. عون الله تشعر فيها بيد الله وربما يأتي بطريقة لم تكن تنتظرها على الأطلاق. مدينة صهيون هي مدينة الملك العظيم رمز لملك الله ومعناها من ملكوته وبركته. عندما يبدأ الله في حل المشكله تحل البركة إن الله قادر أن يخرج من الجافي حلاوة.
أحياناً تجد جميع الأبواب مغلقة ما عدا باب واحد ويبدوا ان يد الله قد فتحته عن طريق أحد الأشخاص الذين قد يستخدمهم الله لحل موضوعك. أحياناً ننسب حل المشكله لهؤلاء الأشخاص وننسى الله الذي رتب وجودهم لحلها.
يذكر جميع ذبائحك
الله لاينسى كأس الماء البارد ولاينسى فلسي الأرمله ولاينسى كل عمل نعمله وهو لاينسى كل تعب لأجل كنيسته وقديسيه أو من أجل فقير أو محتاج ويقول لك "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك" (رؤ 2: 3،2) مسكين الأنسان الذي لم يقدم خير لأحد "بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ويزاد" "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ ولايستجاب له" الله يذكر ذبائحك لك ولأولادك مثل داوود وسليمان" لاأمزق المملكه في أيامك من أجل داوود أبيك". محرقاتك هي كل ما تفعله لإرضاء قلب الله وحده. ذبيحة الخطية والسلامة يأكل منها الكاهن أو مقدمها ولكن ذبيحة المحرقه هي لإرضاء الرب ذبائحك هي كل خير تعمله لأجل الآخرين ولأجل خلاص نفسك. الله يذكر ذبائحك الروحية (الصلوات) والمادية (العشور والنذور و الكتب وأواني المذبح) والذبائح المادية التي تقدمها فعلاً أو بالنية نيتك في العطاء ولكن ليس لك كما يقال في القداس "الذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم" وعندما تقدم شيء للرب يجب أن تقول للرب "من يدك أعطيناك".
ويسمن محرقاتك
يعتبرها الله سمينه وينظر اليها فوق ما تستحق. مثل فلسي الأرملة ومثل يونان فالله أعتبره نبي عظيم وقال عنه الكتاب "قد تابت نينوى بمناداة يونان" فلذلك يجب أن لانحتقر أعمال غيرنا والله يستثمنها. الله يذكر ذبائح القديسين ويرحمنا من أجلهم فيقول الكتاب "من أجل إبراهيم عبدي". فكر جيداً أين هي يارب ذبائحي ومحرقاتي؟
هؤلا بمركبات وهؤلاء بخيل ونحن بأسم الرب نغلب
ماذا تكون القوات والمركبات والخيل أمام أسم الرب؟ داوود قال لجليات "أنت تأتي اليَ بسيف ورمح وترس. وأنا آتي اليك بأسم رب الجنود" (اصم 45:17). اليشع النبي قال لجيحزي تلميذه "لاتخف لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا" لايجوز أن ننظر الى قوة الأعداء (الشيطان وكل قواته) وننسى قوة الله. نتذكر موسى النبي في معجزة عبور البحر الأحمر.
هم عثروا وسقطوا ونحن قمنا وأنتصبنا
قمنا وأنتصبنا معناها كنا واقعين قبلاً وساقطين ولكن الوضع انقلب عندما تقابلك المشاكل تأكد انها ستنتهي وترجع واقفاً منتصراً. أولاد الله يقابلون المشاكل والحروب والعثرات ويذوقون الألم (الصديق يسقط في اليوم سبع مرات ويقوم) ولكن في النهاية المشاكل سقطت وأنتهت.
يارب خلص ملكك وأستجب لنا يوم ندعوك. الليلويا
نحن نؤمن بخلاصك يارب ونشكرك عليه وننتظر تنفيذ وعودك حتى يتم عملياً فننتقل من الإيمان الى العيان.
استجابة الله لنا
+ استجابة الرب لنا ليس معناها التراخي والتكاسل "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة".
+ ربما تحتاج الأستجابة الى صبر وأنتظار الرب. الرب يسمع الصلاة ويختزنها عنده. (وعد الرب لأبراهيم بأسحق- أيوب الصديق – يوحنا المعمدان).
+ الإيمان بأن خلاص الرب قادم
+ احياناً يستجيب لك الرب قبل أن تطلب " الرب يحكم للمظلومين" (مز 145) وهناك شدائد ومكائد ينقذك الله منها دون أن تعرفها.
+ اسلوب الاستجابة عند الله يختلف من حالة الى أخرى. فهناك أستجابة سريعة مثل الثلاثة فتية القديسين – دانيال في جب الأسود. وممكن أن تأخذ وقت مثل يونان في بطن الحوت.
+ توجد استجابة يقصد بها اللرب أن يمنح المصلي إكليلاً كما فعل مع الشهداء والقديسين.
"محبوب هو أسمك يارب فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119)