رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء الشفيعة في قانا الجليل: وتزداد مسؤولية العذراء مريم لما بدأ يسوع تدابيره الإلهية جهراً وهو في الثلاثين من عمره، ففي عرس قانا الجليل سمعناها تقول له: «ليس عندهم خمر» فيجيبها: «ما لي ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد» وتلتفت مريم إلى الخدام قائلة: «مهما يأمركم به فافعلوه» علماً منها أنه لا يخيب لها أملاً، وهكذا اجترح الرب أولى معجزاته أمام تلاميذه بناء على طلب والدته، فحوّل الماء خمراً. وكان موقف مريم من رسالة الرب يسوع واضحاً، فهي مؤمنة بابنها وهل يمكن أن تشكّ به، وقد أعلن لها الملاك عندما بشّرها عن مركزه الإلهي، فهو «قدوس وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على آل يعقوب إلى الأبد». فلما نقرأ في الإنجيل المقدس أن أقرباءه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل (مر 3: 21) لا يعني أن أمه جارت هؤلاء وتنكّرت لابنها. ونقرأ أيضاً ما كتب مرقس قائلاً: «فجاء حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونه، وكان الجمع حوله، فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك، فأجابهم قائلاً، من أمي وإخوتي، ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال، ها أمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة اللّه هو أخي وأختي وأمي»(مر 3: 31 ـ 35). وبهذا الكلام لا يريد السيد المسيح أن ينتقص من كرامة أمه، إنما يريد أن يرفع المؤمنين به، وخاصة تلاميذه الذين كان قد اختارهم لتوّه، أن يرفعهم إلى درجتها الروحية السامية. ولا غرو فقد ذكر الإنجيل المقدس عن أمه «أنها كانت تحفظ الكلام مفتكرة به في نفسها» فكل تلميذ وكل مؤمن من الجنسين يحفظ كمريم كلام اللّه ويعمل به ينال ما نالته من نعمة. ويذكر الإنجيل المقدس أيضاً (لو 11: 27 ـ 28) أن امرأة في اورشليم رفعت من الجمع صوتها قائلة ليسوع: «طوبى للبطن الذي حملك، وللثديين اللذين رضعتهما». أما هو فقال: «بل طوبى للذين يسمعون كلام اللّه ويحفظونه» وهذه الآية أيضاً تتضمن مديحاً للعذراء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|