منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 02 - 2023, 03:56 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

مزمور 80 | يا لمرارة التأديب



يا لمرارة التأديب!

يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ،
إِلَى مَتَى تُدَخِّنُ عَلَى صَلاَةِ شَعْبِكَ؟ [4]
جاءت الترجمة السبعينية وأيضًا القبطية: "أيها الرب إله القوات؛ إلى متى تسخط على صلاة عبدك؟"
الله هو الكائن القدير الذي يُدبر كل الأمور كما يليق، حينما يُخفى وجهه نصير في اضطراب شديد. صمت رهيب.عندما يتأخر في استجابة الصلاة نظن أحيانًا أنه يرفض طلباتنا، ونتساءل "إلى متى؟" (مز 4: 2).
* الآن أنا عبدك. كنت تسخط على صلاة عدوك، فهل لا تزال تسخط على صلاة عبدك؟ لقد أرجعتنا، ونحن نعرفك، فهل لا تزال تسخط على صلاة عبدك؟ واضح أنك تغضب بالحق كأبٍ يُصلح، وليس كقاضِ يدين. واضح أنك تغضب هكذا، إذ مكتوب: "يا بنيَّ، إن أقبلت لخدمة الرب، قف في البرّ والمخافة وأعدد نفسك للتجربة" (راجع سي 2: 1). لا تظن أن غضب الله قد عبر لأنك رجعت. سخط الله يعبر عنك، إنما فقط لكي لا تُدان أبديًا. لكنه يجلد كل ابنٍ يقبله (عب 12: 6) .
القديس أغسطينوس

يدعو الله هنا "إله الصباؤوت" أو "رب الجنود". فإن كانت الطغمات السماوية ذات قدرة عجيبة، كم يكون ربها وخالقها؟
إذ يؤجل الله استجابة الصلاة يظن الإنسان كأن غضب الله حجب الصلاة عن الله فلم يصغ إليها.


قَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ،
وَسَقَيْتَهُمُ الدُّمُوعَ بِالْكَيْلِ [5].
صورة لمرارة النفس حين تنهمر الدموع على الخبز بسبب شدة الحزن، فتصير طعامًا أو شرابًا للشخص.
يرى البعض أن المعنى هنا إما أن جيراننا يصارعون ضدنا، أو يصارعون فيما بينهما بسببنا. وفي كلا الحالتين نصاب بالكثير من الأذى.
يرى القديس أمبروسيوس أنه يلزم أن تكون الدموع بكيلٍ، أي في حدود معينة لا نتعدها، لئلا تصير هذه الدموع مهلكة للنفس. فقد خشي القديس بولس لئلا يهلك الزاني التائب من فرط الحزن (2 كو 2: 7).
* سيعطينا الله "خبز الدموع" ويسقينا "الدموع بالكيل" [٥]، هذا الكيل يكون حسب أخطاء كل واحد .
العلامة أوريجينوس

* حتى خبزنا نأكله بالبكاء، وكأسنا تمتلئ بالدموع، كأنها ملء كيل؛ بمعنى أن دموعنا مُكالة وتقَّدر بآثامنا.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* ما هو الكيل؟ اسمع الرسول: "الله أمين، الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون" (1 كو 10: 13). الكيل هو حسب قدرتكم. الكيل هو أن تتدربوا لا أن تتحطموا .
القديس أغسطينوس

* مادام البكاء له معانٍ مختلفة فإن الضحك يلزم أن يُفهم تبعًا لهذا. فالبكاء ليس له معنى واحد، ولا أيضًا الضحك. أحيانًا يُمدح الضحك، وأخرى يُوبخ. هكذا أيضًا يلزمنا أن نفهم البكاء بنفس الطريقة، فالضحك الممتدح يتطابق مع الحزن الممتدح، وبنفس الطريقة بالنسبة للضحك المذموم والبكاء.
غالبًا الحياة التي تنكب بالأكثر على الشهوة، أكثر من محبة الله هي ضحك بطريقة،ٍ يصير بها الضحك نفسه إلهًا. كما يحسب البعض بطونهم آلهة، وآخرون محبة المال، فإنه يوجد من يحب التسلية ويود أن يكون فكاهيًا. وبهذا يبني مذابح للضحك حاسبًا إياه إلهًا، مقدمًا ذبائح له...
على أي الأحوال يوجد ضاحك يستحق المديح. يقول الله: "يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21) (بلا شك) بواسطة ضاحك مستحق المديح. هذا يطابق ثمر الروح الذي هو الفرح، لأن "ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام" (غل 5: 22). الضاحك الذي يطابق الضحك بالفرح ممتدح. أي حزن يضاد هذا النوع من الضحك، ويقاوم فرح الروح القدس مستحق للذم. مثل هذا الحزن لن يسند أورشليم (لو 19: 41؛ 23: 28)... ولماذا الأمر هكذا؟ لأنه لا يتوب في الوقت اللائق بالتوبة.
القديس ديديموس الضرير

* يعلمنا بولس الرسول ألاَّ نهجر أولئك الذين ارتكبوا خطية للموت، إنما نلزمهم بخبز الدموع (التي للتوبة)، لكن ليكن حزنهم معتدلًا. وهذا هو ما تعنيه عبارة: "سقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5). فحزنهم يجب أن يكون بكيلٍ، لئلا يبتلع التائب من فرط الحزن (2 كو 2: 7). وذلك كما قال لأهل كورنثوس: "ماذا تريدون، أبعصا آتي إليكم، أم بالمحبة وروح الوداعة؟!" (1 كو 4: 21). إنه يستخدم العصا، لكن بغير قسوةٍ، إذ قيل: "تضربه أنت بعصا، فتنقذ نفسه من الهاوية" (1 مل 23: 14)[15].
وماذا يقصد الرسول بالعصا، ظهر عند طعنِهِ ضد خطيَّة الزنا (١ كو ٥: ١)، منذرًا ضد الفسق بالأقرباء المحرَّم الزواج بهم، معنِّفًا كبرياءهم، إذ تكبر هؤلاء الذين كان يلزمهم أن يحزنوا. وأخيرًا في حديثه عن المُذنب أمر بعزله عن الجماعة وتسليمه للشيطان، ليس لأجل هلاك نفسه، بل لهلاك جسده.
القديس أمبروسيوس

* ينبغي أن نعظ الذين يحزنون بسبب أفعالهم الشريرة بطريقةٍ، أما الذين يبكون علي خطايا الفكر فبطريقة أخرى.
علي الذين يبكون الأفعال الشريرة أن يتطهروا بحزنٍ كاملٍ وحقيقيٍ، لئلا يتورطوا ويصيروا مدينين بالأكثر بفعل الشرور، وكذلك بسبب شح دموع الندم. يقول الكتاب: "وسقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5)[16]، بمعني أنه ينبغي علي الروح أن تشرب في ندمها علي الشهوة دموعًا بنفس النسبة التي تحولتْ بها عن الله، فأصابها الجفاف بسبب الخطيئة .
الأب غريغوريوس (الكبير)


جَعَلْتَنَا نِزَاعًا عِنْدَ جِيرَانِنَا،
وَأَعْدَاؤُنَا يَسْتَهْزِئُونَ بَيْنَ أَنْفُسِهِمْ [6].
مما يزيد مرارة نفوسهم أن جيرانهم صاروا يسخرون بهم، وقد نشأ نزاع بين جيرانهم وبعضهم البعض، ربما لأن كل أمة تود أن تغتصب أكبر قدر من الغنائم، أو تستخدم أراضيهم كمراعٍ لغنمهم.
* كان جيران العبرانيين في ذلك الزمان هم الأدوميون والموآبيون والعمونيون، هؤلاء كانوا يستهزئون بهم، لكن الآن صاروا هزءًا لجميع أعدائهم.
الأب أنثيموس الأورشليمي

يرى القديس أغسطينوس أن جيراننا هم الأمم الذين إذ نكرز لهم بالسيد المسيح أنه مات وقام من الأموات، يرون في هذا تناقض، ويدخلون في نزاع. لكن المتنازعين يُغلبون، وعوض النزاع يؤمنون.
أعداؤنا كانوا يستهزئون بنا قائلين: "من هم أولئك الذين يعبدون ميتًا ويسجدون للمصلوب؟" الآن يقبلون الإيمان، ويرجعون إليه


يَا إِلَهَ الْجُنُودِ أَرْجِعْنَا،
وَأَنِرْ بِوَجْهِكَ فَنَخْلُصَ [7].
جاءت العبارة هنا مطابقة للعبارة الثالثة، بل وتتكرر للمرة الثالثة في العبارة 7، وفي نهاية المزمور [19]. إنها السؤال الأول للمؤمن في وسط متاعبه أن يشرق الله بنور وجهه عليه، والسؤال المستمر في الحياة، بل والأخير حتى في لحظات تسليم روحه وعبوره من هذا العالم. ليس شيء أفضل من التمتع بنور وجه الله واهب الإنارة والمجد والخلاص الأبدي.
يعلق القديس أغسطينوس على هذه العبارة وما يشبهها، قائلًا إنه إن كان الرجوع إلى المسيح يتحقق بالإيمان، فإنه لا يستطيع أحد أن يأتي إليه ما لم يُعط هذا من الآب.


* عندما يقول الله "ارجعوا إلىّ... فأرجع إليكم" (زك 1: 3)، تحثنا إحدى الفقرتين للرجوع إلى الله فتنتمي إلى إرادتنا، بينما يعد الله في الأخرى بالاقتراب إلينا وهذه تخص نعمته. قد يظن البيلاجيون أنهم يجدون هنا تبريرا لفكرهم الذي يتقدمون به بمباهاة، قائلين إن نعمته تعطى حسب استحقاقنا... هذا الفكر مُغاير لإيمان الكنيسة الجامعة وغريب عن نعمة المسيح. كما لو أنه يرجع إلينا حسب استحقاقنا، فتوهب لنا نعمته برجوعه إلينا... وقد فاتهم أن رجوعنا إلى الله هو نفسه عطية منه، وإلا ما كان يُقال في الصلاة: "يا إله الجنود أرجعنا"، و"ألا تعود أنت فتحيينا" و"أرجعنا يا إله خلاصنا" (مز80: 7؛ 85: 6، 4)... لأن اقترابنا إلى المسيح ماذا يعني سوى أن نؤمن به، ومع هذا يقول: "لا يقدر أحد أن يأتي إليّ إن لم يعط من أبي" (يو 6: 65)؟!

القديس أغسطينوس

* تخضع القوات العلوية والأرضية جميعًا لقدرتك أيها الرب الإله. نقدر أن نقهر أعداءنا، وتعيدنا إلى ما كنا عليه، بظهورك فقط.
الأب أنثيموس لأورشليمي

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 119 | التأديب والشكر
مزمور 119 | التأديب الإلهي وحفظ الوصية
مزمور 17 - التأديب يقود إلى رؤية الله
تفسير سفر المزامير - مزمور 17 - التأديب يقود إلى رؤية الله
مزمور 17 - تفسير سفر المزامير - التأديب يقود إلى رؤية الله


الساعة الآن 06:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024