المسيحي له سمة مميزة، هي أنه لا يُقسم بل يكون كلامه الصدق فقط، لان الكذب هو من إبليس " فَإِذا تكَلَّمَ بِالكَذِب تَكَلَّمَ بِما عِندَه لأَنَّه كذَّابٌ وأَبو الكَذِب " (يوحنا 44:8). لم يقتصر يَسوع على النهي من القسم الباطل بل نهى عن رفع كل دعوى إلى الله بغير لزوم. يريدنا يَسوع أن يكون كلامنا بلا قسم، إنما ليكن "نعم" أو "لا" كأننا ننطق بها أمام الله. وفي هذا الصدد يوصي يعقوب الرسول " وقَبْلَ كُلِّ شَيء، يا إِخوَتي، لا تَحلِفوا بِالسَّماء ولا بِالأَرضِ ولا يَمينًا أُخرى. لِتَكُنْ نَعَمُكم نَعَم ولاؤُكم لا، لِئَلاَّ تَقَعوا تَحتَ وَطأَةِ الدَّينونة" (يعقوب 5: 12). وهكذا ترسم لنا شَريعَة الإنجيلية أسلوب علاقات جديد، لا يكفي فيه تجنّب الإساءة بالآخر، ولكن نحبَّ الآخر كجزء منّا، لأننا نُشكل معه جسدًا واحدًا، وأنَّه هو شخص وُجد كي نُحبُّه.