رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنتُم نُور العالَم (متى 5: 14) غاية المسيحين في القيام بالأعمال الصَّالحة ينبغي أن تكون في سبيل تمجيد الله لا من أجل تمجيد ذواتهم، كما كان الحال مع أهل فيلبي "كُلُّهم يَسعى إلى ما يَعودُ على نَفْسِه، لا إلى ما يَعودُ على يسوعَ المسيح" (فيلبي 2: 21. يرى النَّاس أعمال المسيحيين الصَّالحة ولكن ليس لتمجيدهم، بل لتمجيد أبيهم الذي في السماوات. وكما أن السِراجٌ لا يوقد لكي ينظر النَّاس إليه، بل لكي ينظروا بواسطته شيئاً آخر أهمَّ منه، هكذا يكون عمل المسيحيين. لأن لا قيمة للمِلح في حدّ ذاته بل في فعله، ولا قيمة للسِراجٌ إلا في نُوره. ويعلق القديس أوغسطينوس "إنه من أجل تمجيد الله يجب أن نسمح لأعمالنا أن تُعرَف". ويُشدِّد على ذلك القديس بطرس الرسول بقوله "سِيروا سِيرةً حَسَنةً بَينَ الوَثنِيِّين، حتَّى إِذا افتَرَوا علَيكم أَنَّكم فاعِلو شَرّ شاهَدوا أَعمالَكمُ الصَّالحة فمَجَّدوا اللّهَ يَومَ الافتِقاد" (1 بطرس 2: 12). وأمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيعلق "الحياة التي نقدّمها أمامهم هي أكثر بهاءً من الشمس فإن تكلم علينا أحد بشرٍ، لا نحزن كمن شُوهت صورته، بل بالأحرى نحزن إن شوِّهت بعدلٍ". يسلك المسيحيون سلوك النُور، ويُنيرون العالم بقدر ما يعكسون نُور المسيح، وبقدر ما يخترقهم نُور المسيح. وبقدر ما يبقون مرتبطين بمصدر النُور ليُقدّموا للناس نظرة جديدة إزاء الأمور والحياة والتاريخ. لذلك يوصيهم بولس الرسول " تَكونوا بِلا لَومٍ ولا شائبة وأَبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍ في جِيلٍ ضالٍّ فاسِد تُضيئُونَ ضِياءَ النَّيِّراتِ في الكَون" (فيلبي 2: 15). وعندما يصير المسيحيّون نُور العالم، ويراهم جميع النَّاس يصبحوا كالمدينة على جَبَل، " مَعْروضينَ لِنَظَرِ العالَم والمَلائِكَةِ والنَّاس" (1 قورنتس 4: 9). فهم نُور على جَبَل، يكشفون عن الاتجاه نحو الله، ويُنيرون الطريق " للذين في الظلمات" (أشعيا 60: 2). ويُعلق القديس ايرونيموس "ما يستحق المديح ليس أنك في أورشليم، إنّما تمارس الحياة المقدّسة (كمدينة مقدّسة)، المدينة التي نبجِّلها ونطلبها، هذه التي لم تذبح الأنبياء (متى 23: 37)، ولا سفكت دم المسيح، وإنما تفرح بمجاري النهر، وهذه القائمة على الجَبَل فلا تُخفي (متى 5: 14)، يتحدّث عنها الرسول كأمٍ للقديسين (غلاطية 4: 26)، ويبتهج الرسول أن تكون له المواطنة فيها مع البرّ (فيلبي 3: 20)". فمن تطبق عليه التطويبات يكون حقاً نُوراً للعالم ومِلحاً للأرض ومواطنا لأورشليم السماوية. لذلك لا نقول ليست في كنيستي حياة. لنملأها نحن بحياتنا. لا نقول كنيستي تحتاج إلى نهضة روحية وإلى إنعاش، لننهضها نحن سوياً ولننعشها كل على قدر استطاعته. لنكن مِلحاً للأرض ونُوراً للعالم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رسالتنا الرئيسية أن نكون نورًا للعالم وملحً للأرض |
عطية المسيح للعالم ليست محبة العالم لله بل محبة الله للعالم |
يحمل المسيحي الإنجيل مِلحاً لعالم فَسد ملحُه |
فور لوكو |
لنكن ساهرين |