رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يمدّنا بالقوة التي تعوزنا لاجتياز كل امتحان يسمح بأن نتعرّض له. فإن القوة الطبيعية أو الجسدية وحدها لن تنفع الإنسان ساعة يكون مدعوًّا لمواجهة الحالات النفسية والروحية الطارئة. ولكن الذين تعلّموا تسليم كل أمورهم لله، وانتظاره بهدوء، يُعطَون كل ما يحتاجون إليه من القوة للارتفاع فوق الأحوال القاسية، فيقدّرهم ذلك على الارتفاع نحو السماء ومواجهة الشمس كالنسور، وعلى إكمال شوطهم بصبر، والسير مع الله بثقة وشجاعة متجدّدتين، علمًا منهم بأنهم في كل حين انهم موضع محبة الله وعنايته. وهنالك فرق بين الانتظار في حضرة الرب، وانتظار الرب. فالانتظار في حضرته هو الإقامة الدائمة لديه، وإذ نقوم بذلك نتغيَّر لنشابه صورته. أما انتظاره، فهو ترجّي عونه بالصبر على المحن لكي يُنقذنا من القلق والاضطراب، مع التأكد بأنه لن يتباطأ أبدًا، بل إنه في حينه سيؤتينا العون الذي نحتاج إليه. فالمؤمنون الشبان يحلّقون بأجنحة الرجاء والأمل كالنسور الطائرة في عنان السماء. أما الذين انتصف بهم العمر، فيركضون صابرين في السباق أو الجهاد الموضوع أمامهم . وأما الذين بلغوا سن الشيخوخة، فقد وصلوا زمان السير الهادئ مع الله يقتربون إلى أعتاب موطن القديسين الأبدي. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|