* وتوضح أيضًا الأحداث المتعاقبة، كيف أنه لا توجد صورة مثل ذلك الإنسان بل يفني، طالما أن صورته لا توجد في مدينة الرب، أي أورشليم العليا (مز 73: 20). لأن الرب صوَّرنا (رسمنا) بحسب صورته ومثاله، كما يعلِّمنا قائلًا: "هأنذا يا أورشليم قد نقشتُ أسوارك" (إش 49: 16)، فإن سلكنا حسنًا، تستمر تلك الأيقونة السماوية فينا، وإن سلك أحد سلوكًا ردَّيًا، تفنى تلك الصورة فيه (أو تتشوه)، أي أيقونة ذاك الذي انحدر من السماء، وتبقى في هذا الإنسان صورة الإنسان الأرضي (فقط). علي هذا الأساس، يقول الرسول أيضًا: "وكما لبسنا صورة الترابي (الأرضي). فلنلبس أيضًا صورة الآخر السماوي" (1 كو 15: 49). لهذا تستمر صور الصالحين تشرق في مدينة الله. لكن إن اِنحرف أحد إلى الخطايا المميتة ولم يتُب، تتحطم أيقونته فيه أو بالأحرى ينطرح، كما انطرح آدم وطُرد من الفردوس (تك 2: 21-24) لكن من يسلك بأسلوبٍ مقدسٍ مكرمٍ، يدخل مدينة الله (رؤ 3: 12). ويأتي بصورته الشخصية، فيشرق في مدينة الله هذه. "في مدينتك يا رب تفنى صورهم إلى لا شيء" (مز 73: 20 lxx). لأن الذين كسوا أنفسهم بأعمال الظلمة، لا يمكنهم أن يشرقوا في النور.
لنوضح بمثال من العالم، تأملوا كيف تستمر صور الحكام الصالحين في المدن، بينما تتحطم صور الطغاة .
القديس أمبروسيوس