التشابه بين القديسة مريم والكنيسة
القديسة مريم بكونها العضو الأمثل في الكنيسة، والكنيسة بكونها تعتز بهذا العضو الفريد بين المؤمنين، هذا أوجد تشابهًا بينهما في جوانب كثيرة. هذا التشابه يمسّ حياتنا، إذ يحثنا على أن نطلب عمل الثالوث القدوس فينا لنحمل هذه السمات المشتركة بين القديسة مريم والكنيسة، كل حسب قياسه الروحي. أهم هذه السمات هي:
كل منهما أم ولود وفي نفس الوقت كل منهما عذراء عفيفة. كل منهما حملت بالروح القدس بغير زرع بشر، معطية ميلادًا للابن الذي بلا عيبٍ. فالقديسة مريم هي أم الكلمة الإلهي ، ولدته حسب الجسد، والكنيسة أم أعضائِه، ولدتهم بالمعمودية ليشاركوا السيد المسيح حياته.
في هذا يقول القديس أغسطينوس: [كما وَلدت مريم ذاك الذي هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة. لأن الكنيسة هي أيضًا أم وعذراء، هي أم في أحشاء حبّنا، وعذراء في إيمانها غير المنثلم. هي أم لأممٍ كثيرة الذين يُمَثِّلون جسدًا واحدًا، وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين وفي نفس الوقت هي أم للواحد .]