رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* وبينما كان الملاك منهمكًا في مثل هذه الأفكار قال له الرب: "لماذا أنت مضطرب وقلق يا جبرائيل؟! ألم تُرسل من قبل إلى زكريّا الكاهن؟! ألم تبعث إليه ببشائر مفرحة خاصة بميلاد يوحنا؟! ألم توقِّع على الكاهن المتشكك عقوبة الصمت؟! ألم تحمَل العاقر...؟ هل يوجد شيء غير مستطاع لديّ أنا خالق الكل؟! ألعلَّك أنت أيضًا تشك؟!" فبماذا أجابه الملاك؟ إنه يقول: "إن شفاء فساد الطبيعة، ونزع الآفات الشرّيرة، واستدعاء الأعضاء الميّتة لقوّة الحياة، ونزع العقر عن الأعضاء التي تعدّت حدود الزمن الطبيعي، وتغيير الشيوخ - العود اليابس ليكون حيًا نشيطًا - وإنتاج حنطة في أرض يابسة للحال... هذه جميعًا تستلزم قوّتك... وها هي سارة ومن بعدها رفقة وأيضًا حنّة، هؤلاء يشهدن بعد ذلك إذ رُبِطن بمرض العقر فوهبت لهن البرء منه. أما أن العذراء تلد من غير أن تعرف رجلًا، فهذا فوق حدود كل قوانين الطبيعة. ومع هذا فأنت تُعلن عن مجيئك لعبدة! السماء والأرض لا يسعانك فكيف تسعك أحشاء العذراء؟! يجيبه الرب: "نعم بالتأكيد لو أن النار التي كانت في البريّة أحرقت العلّيقة، لأمكن أن يكون مجيئي مضرًا لمريم". ولكن إن كانت تلك النار التي ترمز لمجيئي -نار اللاهوت السماوي- محيية للعلّيقة وليست حارقة لها، فماذا تقول عن الحق الذي ينزل، لا في لهيب نار، بل "ينزل مثل المطر" (مز 72: 6). لذلك قدّم الملاك نفسه لحمل الرسالة، وتوجه إلى العذراء، وخاطبها بصوتٍ جهوريٍ، قائلًا: "السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك. لا يعود بعد الشيطان يضايقك. لأنه إذ أصابك العدو بجرحٍ[18] منذ القديم، جاء الآن يعلن عن الطبيب لكي يخلّصك. فقد جاء قبلًا "الموت" (خلال حواء)، والآن يعلن عن "الحياة". بامرأة جاء فيض الشرور، وبامرأة فاضت علينا البركات". السلام لك... فإنكِ قد صرتٍ والدة الديّان والمخلّص في نفس الوقت. السلام لك أيتها الأم الطاهرة للعريس الذي يفتقر إليه العالم . القديس غريغوريوس صانع العجائب |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|