رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِكَ يَا رَبُّ احْتَمَيْتُ، فَلاَ أَخْزَى إِلَى الدَهْرِ [1]. جاءت الافتتاحية [1-3] مطابقة لافتتاحية المزمور 31: 1-3. إذ يشعر المرتل بأن الضيقات تلاحقه في شيخوخته يظهر أمام الله، ليعلن إيمانه به، وثقته في مواعيده الإلهية، وأن الذين يتكلون عليه لا يخزون. إذ تحل بالإنسان متاعب وضيقات، يجد في الله وحده الحماية، فيصرخ: "ارحمني يا الله ارحمني، لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك احتمي إلى أن تعبر المصائب" (مز 57: 1). "احفظني يا الله، لأني عليك توكلت" (مز 16: 1). "احفظ نفسي واَنقذني، لا أخزى لأني عليك توكلت" (مز 25: 20). * عظيمة هي قوة الرجاء في الرب، قلعة لا تُقهر، سور واقٍ لا يمكن مهاجمته، إمداد عسكري لا ينهزم، ميناء هادئ، برج منيع، سلاح لا يُقاوم، قوة لا تُقهر قادرة على اكتشاف ملجأ في موضع لا يتوقعه أحد. بهذه القوة يصير غير المسلحين مسلحين، يكون حال النساء أفضل من الرجال، ويبرهن الأطفال أنهم بسهولة يصيرون أكثر قوة من الذين يمارسون فنون الحرب. أي عجب إن كانوا يغلبون أعداءً بينما في الواقع هم يغلبون العالم نفسه... الرجاء بالرب يُغير كل شيء! القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس أغسطينوس أن المرتل هنا يشعر بنعمة الله الغنية التي تسنده على الدوام. هذه هي قصة كل الكتاب المقدس، وقصة كل إنسانٍ مقدس للرب. * في كل الأسفار الإلهية، نعمة الله التي تخلصنا تودع نفسها فينا، لكي ما نودع نحن أنفسنا فيها. هذا ما يتغنى به هذا المزمور... هذه النعمة التي يوصي بها الرسول... إنه يقول: "لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أُدعى رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1 كو 15: 9). يقول: "لكنني رُحمت، لأني فعلت بجهلٍ في عدم إيمان" (1 تي 1: 13). يقول بعد ذلك بقليل: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبولٍ، أن المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 1: 15)... نعم سبق كل البشر، ليس من جهة الزمن، إنما من جهة تدبيره الشرير. يقول: "لكنني رُحمت ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولًا كل أناةٍ، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية"، أي أن كل خاطي وظالم يائسٍ من نفسه له فكر المُجالد (الشخص الأسير أو العبد الذي يقاتل حتى الموت لكي يُعطي مُتعة للناس في روما القديمة)... هذه النعمة التي لله تُودع فينا في هذا المزمور أيضًا. * لقد خزيت بالفعل، لكن ليس إلى الأبد. لأنه كيف لم يخزَ ذاك الذي قيل له: "فأي ثمرٍ كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن؟" (رو 6: 21) ماذا إذن يُفعل حتى لا نخزى إلى الأبد؟ "اقتربوا إليه، واستنيروا، ووجوهكم لا تخجل" (راجع مز 34: 5). أنتم مخزيون في آدم. انسحبوا من آدم، واقتربوا إلى المسيح، وعندئذٍ لا تخزون. "فيك يا رب أترجى، فلا أخزى إلى الأبد" (LXX). فإنني في نفسي أنا الآن في خزي، فيك لا أخزى إلى الأبد . القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|