رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحجارة التي نصبت في القاع... "ونصب يشوع إثني عشر حجرًا في وسط الأردن تحت موقف أرجل الكهنة حاملي تابوت العهد" [9]. في الوقت الذي فيه أخذ الرجال إثني عشر حجرًا من القاع، جاءوا إلى القاع أيضًا بإثني عشر حجرًا ونصبوها هناك. ويرى الأسقف قيصريوس: [إن الاثني عشر حجرًا الذين جاءوا بها إلى القاع إنما هي آباء العهد القديم، بينما الاثني عشر حجرًا التي حملوها من القاع إنما تشير إلى تلاميذ المسيح]. الحجارة المحمولة إلى القاع تُشير إلى اليهود الذين دفنوا في البرية واختفوا، أما الحجارة التي رُفعت من القاع فتٌشير إلى الأمم الذين انطلقوا إلى أرض الموعد خلال المعمودية. في الواقع لا نستطيع أن نفصل بين الحجارة التي رُفعت إلى الجلجال على الأكتاف لتبنى في الجلجال، والحجارة التي أُقيمت في قاع الأردن، فالأولى إنما تُشير إلى الكنيسة بكونها جسد المسيح الذي اجتاز الأردن واحتمل الصليب والموت والدفن كل يوم ليقوم أيضًا مع رأسه ويختبر معه كل يوم الحياة الجديدة المقامة، أم الحجارة الأخرى فتُشير إلى استمرار الصليب مع المسيح. كأن المؤمن الحقيقي يلزمه أن يقوم مع السيد ويختبر كل يوم الجلوس معه في السماويات ليحيا بفكر ملائكي في حياة علوية مقدسة، وفي نفس الوقت يقف على شاطئ الأردن ليرى نفسه مدفونًا في أعماقه مع مخلصه ليختبر معه القيامة. والعجيب أن الكتاب المقدس يحدثنا عن الحجارة المرفوعة إلى الجلجال حيث الملكوت (أرض الموعد) قبل الحديث عن الحجارة التي تنصب في وسط الأردن، مع أن الدفن يسبق القيامة، والألم يسبق الرحة، والهوان يسبق المجد، لكن في الواقع الروحي لا انفصال بين الصليب والقيامة، والألم مع السيد المسيح والتمتع براحته، واحتمال الهوان من أجله لنوال مجده. كان السيد معلقًا على الصليب وهو القيامة قبل أن تتحقق قيامته، وكان يدخل الآلام مع أن أمجاده أزلية! والمسيحي لا يقدر أن يقبل الدفن والألم والهوان ما لم يدرك بروح الله قيامة المسيح وراحته ومجده! لهذا يقول الرسول بولس: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته لعلى أبلغ إلى قيامة الأموات" (في 3: 10-11). فإنه لا يقدر أن يدخل إلى شركة آلامه ما لم يعرف قوة قيامته، وحينئذ يقبل الموت بفرح على رجاء يوم القيامة العظيم! ليت قلبنا يجول كل يوم في الجلجال - أرض الموعد - ليجد لنفسه موضعًا بين الحجارة الحية، مدركًا قوة السيد العاملة فيه لترفعه من مجد إلى مجد، وتدخل به إلى أعماق السماويات، وعندئذ ينطلق إلى شاطئ الأردن ليدرك أنه لا يقدر أن ينطلق إلى الجلجال الحقيقي ما لم يدفن في أعماق الأردن! إنه يتهلل بقوة القيامة لكنها ليست خارج الصليب والدفن مع رب المجد يسوع! أخيرًا يؤكد لنا الكتاب المقدس أنه لا تمتع بهذه الهبات الإلهية إلاَّ في يسوع المسيح، الذي قيل عنه: "وأما أنه صعد فما هو إلاَّ إنه نزل أيضًا إلى أقسام الأرض السفلى، الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل" (أف 4: 9-10). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن الحجارة التي صارت أولادًا لإبراهيم |
أن الحجارة التي صارت أولادًا لإبراهيم إنّما تُشير إلى الأمم |
هيكل جسده هو الحجارة الحية التي هي نحن |
الحجارة التي لا تغرق |
الحجارة التي لا تغرق |