رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة كل الأمم للتمتع بالعطايا الإلهية يَا مَمَالِكَ الأَرْضِ غَنُّوا لله. رَنِّمُوا لِلسَيِّدِ. سِلاَهْ [32]. شهوة قلب داود إمام المغنين أن يتحول العالم كله إلى خورُس المسبِّحين لله. فحينما يدعو الأرض كلها للإيمان، يسألهم أن يهتفوا وأن يُغنُّوا ويرنموا لله مخلصهم. فمن يتحول قلبه إلى خورُس للتسبيح يكون حتمًا قد قَبِلَ الإيمان. لِلرَّاكِبِ عَلَى سَمَاءِ السَّمَاوَاتِ الْقَدِيمَةِ. هُوَذَا يُعْطِي صَوْتَهُ صَوْتَ قُوَّةٍ [33]. إذ صعد الرب إلى سماء السماوات أعطى صوته، صوت القوة القادر أن يجتذب حتى المقاومين إلى الإيمان به والالتصاق به، لكي يتمتعوا بعربون السماء. *قال العريس: "لا يكفي أن تقوموا من سقطتكم على الأرض، ولكن يجب أن تتقدموا في عمل الخير وتَصِلوا إلى آخر الطريق في الفضيلة." نتعلم هذا من مثال المفلوج في الإنجيل (مت 8: 6)، فلم يقل السيد المسيح للمفلوج أن يحمل سريره فقط، بل أمره أن يمشي. إنني اعتقد أن هذا النص يوضح التقدُّم والسير نحو الكمال. يقول المسيح: "قُمْ وتعالَ". ما هي القوة التي تَكْمُنُ في هذا الأمر؟ حقًا إن صوت الله هو صوت القوة (مز 68: 33). يقول: "أعطوا عِزًّا لله على إسرائيل جلاله وقوته في الغمام". ثم يقول: "لأنه قال فكان، هو أَمَرَ فصار" (مز 33: 9). انظر أيضًا ما يقوله العريس لعروسه: "انهضي ثم تعالي"، وفي الحال يتحوَّل أمره إلى حقيقة، وفي نفس الوقت تستقبل العروس قوة كلمة الله، فتقف وتتقدم نحوه، وتقترب من النور. ويشهد كلمة الله عندما يراها ويقول: "أجاب حبيبي، وقال لي: قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي" (نش 2: 10). القديس غريغوريوس أسقف نيصص جاء في الترجمة السبعينية: "للراكب على سماء السماوات نحو الشرق eastward. "يرى القديس مار أفرام السرياني أن السيد المسيح الذي صعد من المشارق يوجِّه نظره إلى العالم، وبالتالي ينجذب العالم إلى الشرق، مشتاقًا أن يسمع صوته الإلهي. * من لا يؤمن بقيامته وصعوده لا يفهم هذه الكلمات عن المسيح. لكن، أليس بإضافة قوله "نحو الشرق" يُعبِّر عن تلك البقعة عينها، حيث قام وصعد في مناطق الشرق؟ لذلك فوق سماء السماوات جلس عن يمين الآب. هذا ما يقوله الرسول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السماوات" (أف 4: 10). القديس أغسطينوس * حقق لنا أن إلهنا يسوع المسيح جالس بناسوته على عرشه في الشرق، ووجهه إلى العالم ناظر، لكي يكون كل من يُصلِّي إلى الشرق ويسجد بين يديه، يُصلِّي ويتضرع إلى رحمته. القديس مار أفرام السرياني أَعْطُوا عِزًّا لله. عَلَى إِسْرَائِيلَ جَلاَلُه، وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ [34]. إذ يسمع العالم صوت المخلِّص، لا ينتفع السيد بشيء، فهو ليس بمحتاج إلى عبادتنا. إنما يرتد هذا إلينا، فيمتلئ إسرائيل الجديد، أي الكنيسة بإشراقات جلال الله وبهائه، وتُعلَن قوة المخلِّص في قديسيه الذين يُشَبَّهون بالغمام أو السحاب. مَخُوفٌ أَنْتَ يَا اللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ. إِلَهُ إِسْرَائِيلَ هُوَ الْمُعْطِي قُوَّةً وَشِدَّةً لِلشَّعْبِ. مُبَارَكٌ اللهُ! [35] يقيم الله من مؤمنيه هيكلًا مقدسًا، يحمل مهابة الله فيه، ويقدم له قوة وإمكانيات سماوية، فيصير الكل خورُس للتسبيح، يباركون الله مخلِّص العالم. * "لا تدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير... لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الدهور". فالله إنما يهب القوة للإنسان الذي يطيعه "لأن لك القوة"، لأنه مكتوب: "الرب يعطي القوة والشدة لشعبه". (مز 35:68) القديس إسطفانوس الطيبي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|