رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب بار في كل طرقه سبى ملك بابل شعب إسرائيل، وأذاقهم العبودية والذل بسبب كثرة شرورهم. لقد سبق الله وحذر ملوكهم من سوء أفعالهم، كقوله لحزقيا الملك: "هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ" (إش 39: 6). ولكن الله وعدهم بردهم إلى أرضهم بعد سبعين سنة، وقد يتسائل البعض بالقول، لماذا يسمح الله لهم بهذه الضيقات الشديدة، مع أنه رحيم وحنون، ثم يعود ويدافع عنهم ويعوضهم عن أتعابهم؟ لقد قيل عن الله في سفر أيوب: "لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ" (أي 5: 18). إن الله عندما يسمح بالضيق أو حينما يجرح كما ذُكر عنه، يدفع الإنسان للأمام في طريق خلاصه، وحينما يسمح بشفائه، ويغمره بخيراته فهو يدفعه أيضًا في طريق الخلاص بطريقة أخرى. هو صالح على الدوام، ولا يعرف غير الصلاح والخير، فإن سمح بالضيق أو بالخير للبشر فإن مقاصده خير، كقوله: "الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ" (مز 145: 17). وهو يستخدم وسائل كثيرة ليحقق هذه المشيئة المقدسة، وذلك كما يستخدم الطبيب الماهر في علاج مريضه دواء مرًا أو مرهمًا ملطفًا. لقد كشف الله عن قصده من السماح بسبي شعبه في القديم، قائلًا: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنِّي عِنْدَ تَمَامِ سَبْعِينَ سَنَةً لِبَابِلَ، أَتَعَهَّدُكُمْ وَأُقِيمُ لَكُمْ كَلاَمِي الصَّالِحَ، بِرَدِّكُمْ إِلَى هذَا الْمَوْضِعِ. لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (إر 29: 10، 11). فمقاصد الله للإنسان إذًا هي الآخرة أو الحياة الأبدية، وهي أيضًا الفوز بالرجاء السعيد المبارك، الذي لا يخزى. لقد تعلق الكثيرون بأمور أرضية ولكنهم خزوا، لأنهم لم ينتفعوا بها وتركوها. ويخطئ البعض حين يظن أن الضيقات تصيب الأشرار فقط، فلم يكن أيوب شريرًا بل كاملًا ومتقيًا الله كشهادة الكتاب، وقد كان في زمانه أناس أشرار كثيرين لم يصبهم ما أصابه، لكن الله خصه بهذه الضيقات، لأنه قصد به خيرًا، كما قصد بيوسف الصديق خيرًا. القارئ العزيز... ثق في صلاح الله على الدوام، ولا تضطرب إن واجهتك أيام صعبة. إنه حكيم، وهو يعرف تمامًا ما يسمح به من تدبيرات لازمة لخلاص البشر. سلم للرب طريقك ولا تضطرب، لأنه أمين نحو البشر كما قيل عنه: "وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ" (إش 58: 11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرب طرقه وتوقيتاته بتفوق عقلنا |
حزقيا المتكل على الرب في كل طرقه |
الرب بار في كل طرقه |
الرب بار في كل طرقه ورحيم في كل اعماله |
الرب بار في كل طرقه ورحيم في كل اعماله |