اذا تجاوزنا حدود الصورة وفتشنا عن المعانى الخبيئة وراء الكلمات لادركنا من تكون تلك التى اضاءت مصباحها فهى ليست امراة عادية مجرد امراة بل هى الكنيسة مختبئة فيها تبحث عن الذى ضاع
وهو ليس مجرد درهم فضى فقد وغطاه التراب
لا بل انه خاطئ وخاطئ يعيش داخل الملكوت
فالدرهم لم يسرق بعيدا عن البيت او سقط خارجا عنه بل بشكل غامض ومحزن وبمكر شديد ضاع داخل البيت تعبيرا واضحا عن خاطئ فقد داخل الملكوت
ولئن كان فقدان الدرهم يثير حزن المراة التى هى الكنيسة الا انه قد فقد داخل البيت مما يكون له الاثر فى تعزية الكنيسة لانه بعد فى متناول يدها وفى مجال النعمة وحيث يعمل روح الله القدوس
فالنعمة المنسكبة فى الاسرار لا تهدا من ان تدعوه وتوقظه وتجذبه للتوبة وتذيقه طعم الحياة وتصطاده بصنارة روحية للحياة الابدية فيصبغ بلون الدم
درهم فقد داخل الكنيسة اى خاطئ يعيش فى الكنيسة فى عربدة مرة يتمضخ يتراب الشهوة
يحتاج الى تطهير الكنيسة وغسيلها
الى غسيل الايادى لتكون امينة وضارعة
الى غسيل الاعين لتكون نيرة وشاخصة
الى غسيل الجسد ليكونوعاءا مقدسا
الى غسيل القلب ليكون مذبحا طاهرا
والى غسيل النفس لتكون هيكلا وقدس اقداس
يسكن فيه الثالوث ويستريح
خاطئ يعلوه التراب هو خاطئ يجهل قيمته
فالدرهم الذى فقد وغطاه التراب مطبوع عليه صورة الملك التى هى ثروة الكنيسة وعزها وكان عليه ان يتذكر انه على صورة الله ومثاله خلق ولكن وقد غطاه التراب كيف يدرك او يشعر بشرف نسبه او عظم قدره
ايها الدرهم........ايها الخاطئ.......يا من تجهل قيمتك
تامل....ايها الانسان فى كرامتك الملوكية
ان السماء لم تصنع صورة لله مثلك
ولا القمر ولا الشمس ولا شئ مما يرى فى الخليقة
انظر لا شئ فى الموجودات يستطيع ان يسع عظمتك
ايها الخاطئ يا من ترنف فى قيود العبودية
رغم كونك تملك اسما وتحمل صورة
لماذا تبقى هكذا مفقودا داخل الملكوت
بلا حس غارقا فى قتام الخطية
بلا ادراك جالسا فى ظلامها
لا تكاد تبصر الادناس المتزاحمة داخلك
لا تحزن بسبب الضجر الذى يمتلكك
لا تاسف عميقا بسبب الكبرياء الذى يذلك
لا تبكى على صلاة تقدمها متاخرة بل فاترة وباردة
لا تخجل من تصورات ارادة شريرة وامور محزنة
يندى لها الجبين
ولا يمكن التلفظ بها
مع انها مكشوفة وظاهرة امام الله
لكنك ايها الانسان لا تزال تحمل بقايا صورة مجده
فتلك الصورة التى شوهتها الخطية لم تمح بعد
انت الان ينتظرك عمل الكنيسة لتشرق بنورها عليك
وتفتش عنك باجتهاد حتى تجدك وتردك الى مجدك
والمراة اضاءت مصباحها.....
ومصباح الكنيسة هو نور الاب حكمة الاب
اللاهوت الذى لبس جسدا
والمسيح الغالب الذى تجسد.....من اجل الكنيسة
من اجل اورشليم
والتى هى كل نفس احبها
هكذا يقول الرب: لا اهدا حتى اخرج برها كضياء
وخلاصها كمصباح يتقد
حتى ان الذى زاغ وفسد واعوزه مجد الله
يوجد ثانية بواسطتى ومن خلال نعمتى
هذا هو المسيح الاله المتجسد الغالب مصباح الكنيسة ونورها الذى قال عن نفسه: انه هو نور العالم
النور الذى كل من يستضئ به لا يمكث فى الظلمة
او يغشاه الليل البارد
يا روح الله القدوس
النار التى القاها ربنا يسوع على الارض
النار التى تشفع وتشهد
انا الان اطلبك
فقلبى الذى تبلد بالاثم وتقسى بالخطية
لن يلين الا بهذه النار السمائية
حتى اذا نالت نفسى هذه النار
تنفك من محبة العالم الزائل
وتفلت من كل فساد الاهواء
وتتغير .......تتغير من يبوسة الخطية
الى محبة وخصب الملكوت
اذكروني في صلواتكم