فى عام 1857 م. اُختير ثيؤفان ليُمثِّل الكنيسة الروسية في القسطنطينية أثناء الجدال البلغارى، وقرر ثيؤفان أنَّ البلغاريين لهم كل الحق في أنْ يكون لهم أساقفتهم وإكليروسهم لكي يصلّوا باللغة السلافية Slavonic كما كانوا يطلبون، وعند عودته إلى روسيا، تعيّن ثيؤفان مديرًا لأكاديمية بطرسبرج كما أسلفنا وظل هناك لمدة عامين.
وفى الأول من يونية عام 1859 م. سيم الأرشمندريت ثيؤفان أسقفًا على كرسي تامبوڤ Tambov حيث ظلّ هناك لمدة أربعة سنوات ثم نُقل [تجدر الإشارة هنا إلى أنَّه في الكنيسة الروسية يتنقل الأب الأسقف والمطران بين الإيبارشيات دون أنْ يُجلّس على إيبارشية واحدة على الدوام، وذلك بخلاف تقليد كنيستنا المقدسة الحكيم الذي يُجلّس الأب الأسقف على كرسي إيبارشية واحدة] إلى إيبارشية ڤلاديمير Vladimir، وظل هناك لمدة ثلاث سنوات فقط، وفي كلٍ من هاتيْن الإيبارشيتيْن (تامبوڤ وڤلاديمير) أنشأ القديس مدرسة داخلية للبنات وأصدر مجلات خاصة لكل إيبارشية، وبذل قصارى جهده ليرفع من مستوى عظات الإكليروس وتعليمهم، وأعدّ دورات خاصة للوعاظ، إذ كان هو نفسه واعظًا بارعًا.