منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 12 - 2022, 12:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

مزمور 65| لك التسبيح أيها الخالق




لك التسبيح أيها الخالق

باسم الكنيسة كلها، ينطلق المرتل إلى الطبيعة، ليلتمس قدرة الخالق العجيبة. القدرة التي تُعلن عن سلطانه الإلهي غير المنفصل عن حبه ورعايته. إنه الإله السماوي الذي ينشغل دومًا بالإنسان الذي أعطاه الأرض ليعيش عليها، ويتدرب على الحياة السماوية، فينطلق إلى السماويات، ينعم بالأمجاد الأبدية.


بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا،
يَا مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ [5].

"مَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا" حقًا إن أحكام الله مرعبة للخطاة والأشرار والعصاة، كما هي مهوبة حتى بالنسبة للقديسين.
يرتعب الخطاة كعبيدٍ أخذوا موقف العداوة والمقاومة ضد الله سيد البشرية، ويهاب القديسون الله كأبناء يوقرون أباهم السماوي.
إن كان الله مخوف للجميع، لكنه يستجيب لطلبات مؤمنيه الذين يطلبون عن خلاص العالم، فيفتح الرب أبواب الرجاء أمام كل الأمم. إنه يُسَرُ كمخلص العالم أن يسمع صوت كنيسته المملوءة حبًا لجميع البشرية تطلب منه عنهم.
عظيمة هي نعمته المجانية التي تدعو الكل للتمتع بها.
يترجم القديس أغسطينوس كلمة "العدل"، بالبرّ، ويرى "البرّ" هو خيرات ذاك البيت. فإن هيكل الله عجيب، لا بأعمدته ولا بمرمره ولا بأسقفه المطلية بالذهب، وإنما عجيب في البرّ.
هذا البرّ الذي لا يحمل جمالًا أمام الأعين الجسدية بل أعين القلب.
* يوجد نوع من الجمال في البرّ، الذي نراه بعين القلب، ونحبه ونلهبه بالوجدان...
هذه هي خيرات بيت الله، التي بها تُعَد نفسك لكي تشبع...
"طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنهم يشبعون" (مت 5: 6).
"هيكلك المقدس عجيب بالبرّ". ذاك الهيكل نفسه يا إخوة، لا تظنوا أنه كلا شيء، بل هو أنفسكم.
أحبوا البرّ، فتكونوا هيكل الله.
القديس أغسطينوس

يرى القديس أغسطينوس أن البحر هنا يشير إلى العالم حيث يفترس الواحد الآخر، أما أولاد الله فإن المخلص هو رجاؤهم يحميهم من الأشرار وإن كان لا يعزلهم عنهم. حتى في الشباك يوجد صالحون وأشرار (مت 13: 47-49). وعلى شاطئ الحياة الأبدية يُعزَل هؤلاء عن أولئك.
* "تستجيبنا يا الله، مخلصنا" [5]. الآن يكشف لنا من هو الذي يُدعَى الله. إنه المخلص، الرب يسوع المسيح.
الآن ظهر بالأكثر إلى من يأتي كل بشر... "استجبنا يا الله، مخلصنا، يا رجاء جميع أقاصي الأرض والبحر البعيدة"... يأتون من كل الأركان...
"من أقاصي البحر البعيدة"... لأن البحر هو رمز لهذا العالم، الملح المرّ، مع متاعب العواصف، فيه أناس منحرفون ولهم شهوات فاسدة، يصيرون كالسمك يفترس الواحد الآخر. لاحظوا البحر الشرير، البحر المُرّ، بأمواج عنيفة، لاحظوا بأي نوع من البشر ممتلئ.
من يشتهي الميراث إلا بموت آخر؟ من يطلب ربحًا إلا بخسارة الغير؟ كم من كثيرين يرغبون في المجد بسقوط الآخرين؟ كم من كثيرين لكي يشتروا يطلبون من الآخرين أن يبيعوا...؟
هيا يا مواطني أورشليم الذين في داخل الشباك، وأنتم سمك صالح، احتملوا الأشرار فإن شباككم لا تتمزق. أنتم معهم في البحر، لكنكم لن تكونوا معهم في ذات الأوعية. فإنه ذاك الذي هو "رجاء جميع أقاصي الأرض"، هو نفسه رجاء "البحر البعيد".
القديس أغسطينوس

* هذا القول أظهر النبي بوضوح أن ربنا يسوع المسيح هو إله ومخلص، خلَّصنا من عبودية الشيطان...
"الذين في البحر بعيدًا"... هم الذين كانوا في بحر الكفر، الكثير الأمواج والشديد الملوحة، بعيدين عن الله، لكنهم بالإيمان خلصوا من ملاطمة أمواج الشرور، وصاروا قريبين إليه.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* الذين في أقاصي الأرض هم الذين يمارسون الإثم بكماله، والذين في البحار البعيدة هم الذين في جهالة عظيمة. ومع ذلك فإن المسيح هو رجاء هؤلاء وأولئك .
الأب دورثيئوس من غزة

الْمُثْبِتُ الْجِبَالَ بِقُوَّتِهِ،

الْمُتَنَطِّقُ بِالْقُدْرَةِ [6].

ما هذه الجبال التي تبدو ثابتة وراسخة إلى الأبد، سوى الممالك والإمبراطوريات، حيث ظن الملوك والأباطرة أن ممالكهم لن تزول. وكما قال الملك نبوخذ نصر: "أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها لبيت الملك بقوة اقتداري ولجلال مجدي" (دا 4: 30). قيل عن هذه الجبال المتشامخة: "لا نخشى ولو تزحزحت الأرض، ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار؛ تعج وتجيش مياهها؛ تتزعزع الجبال بطموها" (مز 46: 2-3). كما قيل: "هأنذا عليك أيها الجبل المهلك يقول الرب المهلك كل الأرض، فأمد يدي عليك، وأدحرجك على الصخور، وأجعلك جبلًا محرقًا" (إر 51: 25).
كما أن الجبال تشير إلى الأباطرة المتشامخين وإمبراطورياتهم، فهي من جانب آخر تشير إلى جبابرة الإيمان الذين يتمتعون بالثبات والقوة بفضل القدرة الإلهية. ليس لهم فضل في ذواتهم، إنما فضل النعمة الغنية العاملة فيهم.
* "مُعدًا الجبال بقوته" [6]، وليس بقوتهم. فإنه يُعِدُ كارزيه العظماء وأولئك الذين يدعوهم جبالًا هم متواضعون في أنفسهم، وأقوياء فيه...
ماذا يقول أحد هذه الجبال؟ "كان لنا في أنفسنا حكم الموت، لكي لا نكون مُتَكِّلين على أنفسنا، بل على الله الذي يُقيم من الأموات" (2 كو 1: 9)...
أولئك الذين يضعون المسيح في وسطهم، "المتنطق"، يجعلونه محاطًا من كل جانب. نحن جميعنا نقتنيه بصفة عامة، فهو في وسطنا. فنطوقه، إذ نؤمن به، لأن إيماننا ليس في قوتنا بل في قوته. لذلك فهو متمنطق بقوته، لا بقوتنا.
القديس أغسطينوس

الْمُهَدِّئُ عَجِيجَ الْبِحَارِ،
عَجِيجَ أَمْوَاجِهَا وَضَجِيجَ الأُمَمِ [7].

الله القدير الذي يهب جباله المقدسة، أي قديسيه الثبات، يهب البحار المقدسة أيضًا هدوءً وسلامًا داخليًا.
قيل: "رسم حدًا على وجه المياه" (أي 26: 10). والعجيب أن الحدود التي وضعها الله للبحار والمحيطات غالبًا ما تكون بواسطة الرمال الصغيرة الحجم جدًا. وكأن الله يؤكد أنه مهما حمل الإنسان من اضطرابات داخلية ومِحَن خارجية، فإنه يستخدم الأمور التافهة كحبات الرمل لكي تحفظه من الاضطرابات والمحن.
عندما جاء السيد المسيح إلى عالمنا أمر الرياح وأمواج البحر بالهدوء فأطاعته الطبيعة للحال.


يرى القديس أغسطينوس أن الله المخلص إذ يعمل في حياة الأمم، ويقوِّي الكارزين به كجبال شامخة، ويمنطق نفسه بالمؤمنين، إذ يهبهم قدرته، يثور الأشرار ويعجون من أعماق قلوبهم ضد الكنيسة. في هياجهم من يقدر أن يحتمل اضطهاداتهم وتهديداتهم؟ لا نقدر بأنفسنا على ذلك، إنما يهبنا المخلص القدرة على الاحتمال.


* إنه يُعِد الجبال بقوته، ويُرسلهم للكرازة، ويتمنطق بالمؤمنين في قدرةٍ، عندئذٍ يتحرك البحر؛ يتحرك العالم ويبدأ يضطهد قديسيه.
"إذ يتمنطق بالقدرة، يضطرب في أعماق البحر". لم يقل: "يضطرب البحر"، إنما "عمق البحر". عمق البحر هو قلب الأشرار. فإنهم كما من العمق الدفين تثور كل الأمور، وتثبت كل الأمور من العمق. فما يحدث باللسان أو الأيادي والقوات المختلفة لاضطهاد الكنيسة يخرج من العمق. لو لم تكن جذور الشر في القلب ما كانت هذه الأمور كلها تحدث ضد المسيح. تضطرب الأعماق، وذلك ربما لا يفرِّغ أيضًا العمق. فإنه في حالة بعض الأشرار يفرِّغ (الله) البحر من عمقه، وجعل البحر برية قيل هذا في مزمور آخر: "حوَّل البحر إلى يابسٍ" (مز 66: 6). كل الأشرار والوثنيين الذين آمنوا كانوا بحرًا وصاروا أرضًا. كانوا في الأول عقيمين بأمواج مالحة، وصاروا بعد ذلك مثمرين ينتجون بِرًا.
من يقدر أن يحتمل عمق البحر، وضجيج أمواجه...؟ أي إنسانٍ يحتمل صوت أمواج البحر وأوامر قوات العالم المتشامخة...؟ إننا أنفسنا لا نقدر بأنفسنا أن نحتمل تلك الاضطهادات، ما لم نُعطَ هذه القوة.
القديس أغسطينوس

* ألاَّ ترون هذا البحر بأمواجه الكثيرة ورياحه العنيفة، ومع هذا فإن هذا البحر المتسع العظيم الثائر هكذا تحجزه رمال ضعيفة! لاحظوا أيضًا حكمة الله فقد سمح له ألاَّ يستريح، ولا يهدأ، لئلا تظنوا أن نظامه الصالح هو بتدبير طبيعي، ومع هذا فهو يلتزم بحدوده. يرفع صوته عاليًا باضطرابه وهديره وأمواجه المذهلة في علوها. لكنها إذ تبلغ الشواطئ تحجزها الرمال وتكسرها، فتعود بذاتها إلى الوراء، لكي تُعَلِّمكم بهذه الأمور كلها أن ما يحدث ليس هو من عمل الطبيعة المجردة أن يبقى البحر عند حدوده، بل هذا من عمل ذاك الذي بسلطانه يصده! لهذا السبب جعل الحاجز ضعيفًا، فلم يطوق الشواطئ بأخشاب وحجارة وجبال، لئلا تعزو نظام العناصر إلى مثل هذه الأمور. لذلك فإن الله نفسه درَّبَ اليهود بذات هذه الظروف، قائلًا: "إياي لا تخشون يقول الرب... أنا الذي وضعت الرمل تخومًا للبحر فريضة أبدية لا يتعداها" (إر 5: 22).
القديس يوحنا الذهبي الفم

* حبة الرمل، وهي أضعف شيء، تصد عنف المحيط .
القديس باسيليوس الكبير

* استجب لنا في ما نطلبه منك يا من بقوتك توجد الجبال، وتصنع كل شيء بسهولة، كما يقوم المتمنطق بعمله، منطقتك هي الاقتدار. بأمرك يتحرك البحر الذي هو نحن، الذي لا يُحتمل دوي أمواجه.
أما التأويل (التفسير الرمزي) فهو أن البحر هو جموع الأمم الذين أرجفهم الله، فأزعجهم وأدهشهم بعجائبه وحرَّكهم ونقلهم من الكفر إلى الإيمان. والآن تروي أمواجهم أعني أصوات تمجيدهم لله، فمن يحتملها، أي من يقدر أن يصغها، لأن المؤمنين بالمسيح لهم لغات كثيرة.
الأب أنثيموس الأورشليمي

وَتَخَافُ سُكَّانُ الأَقَاصِي مِنْ آيَاتِكَ.
تَجْعَلُ مَطَالِعَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ تَبْتَهِجُ [8].

أمام الآيات والعجائب التي صنعها الله قديمًا، ولا زال يصنعها، خاصة الآية العظيمة الخاصة بالتجسد الإلهي، تقف الأمم في مهابة. وكما قيل بإشعياء النبي: "لكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إش 7: 14).
هذه هي آية الحب الإلهي التي تُدهِش السمائيين والأرضيين. فقد أشرق شمس البرّ على البشرية، فأعطاها صباحًا جديدًا، إذ تختبر عربون السماء. كما وهبها بهجة عند المساء، حيث تتهلل النفوس وتبتهج عندما تنطلق من هذا العالم، فتغرُب عنه، لتحظى بنور الأبدية.
يرى القديس أغسطينوس في الصباح إشارة إلى الحياة المملوءة بالوفرة، والمساء متاعب العالم. فالإنسان عندما يُوعَد بالمكاسب تكون الحياة بالنسبة له صباح، وعندما يعاني من متاعب يكون له ذلك مساء. فالمؤمن يستخف بصباح العالم وذلك بنور الرب، ويستهين بالمتاعب من أجل الرب. فإن كان الإنسان لا يجد مسرته في أمور العالم، فإنه لا يضطرب من متاعب العالم، بل يجد بهجته في وعود المخلص.
* يضطرب البحر، وتتلطم (أمواجه) ضد الجبال. البحر يتحطم والجبال التي لا تهتز تبقى. "تضطرب الأمم، ويخاف كل الناس". انظروا الآن يخاف كل الناس؛ هؤلاء الذين كانوا قبلًا مضطربين الآن هم خائفون...
تحققت معجزات الرسل وعندئذٍ خافت أقاصي الأرض وآمنت.
القديس أغسطينوس

*إنه لآياتك التي صنعتها في أرض مصر وكنعان قديمًا والتي ستصنعها بحضورك بالجسد على الأرض تضطرب الأمم منها وتفزع، لأنها قد عرفت أنه بأمرك تشرق الأسحار وتغرب العشيات، وصار لها ذلك فرحًا وطربًا.
الأب أنثيموس الأورشليمي

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إني أعجب يا أيها الخالق كيف تهتم بي
مزمور 103 | تقديم ذبيحة التسبيح للرب بكونه الخالق
عجيب أنت أيها الخالق المحب لكل خليقتك
مزمور 65| لك التسبيح أيها المعتني بنا
مزمور 65| لك التسبيح أيها المخلص


الساعة الآن 01:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024