واضح أن الأشياء التي تأتي من الإنسان أو الشيطان على المؤمن هي شر، لأن الله لا يعطي إلا الخير. فالإنسان يعمل كل شيء بحسب إرادته وبالانفصال عن الله، وهذا هو الشر. لكن الله يحولها للخير. ولنا في أيوب مثال لهذا، فالشيطان جعل قلبه عليه وحرك عليه السبئيون والكلدانيون وريح شديدة على بيت أولاد وبنات أيوب؛ فجرّده من كل ممتلكاته ومات أولاده وبناته. طبعًا هذا بسماح من الرب. ولكن الله يحولها للخير، فنقرأ قول الكتاب «قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ» (يعقوب٥: ١١).
ولنا أن نرى أن الخير هنا ليس فقط فيما رده له الرب، بل بالأولى في قول أيوب للرب: «بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ» (أيوب٤٢: ٥، ٦). لقد رأى أيوب الرب بدلاً من أن يسمع عنه. رأى يده في كل شيء، رأى محبته وحنانه ورحمته... وهل هناك خير أفضل من هذا؟!