كثيرًا ما يردد العبارة: "تعاظمت المياه على الأرض" أو ما يشبهها [17، 18، 19، 20، 24]... وبقدر ما تعاظمت المياه كان الفلك يرتفع ليسير على وجه المياه [18]، مرتفعًا فوق الجبال الشامخة التي تحت كل السماء [19]، وقد بقيت هكذا متعاظمة 150 يومًا.
إن كان الإنسان في حبه للأرضيات صار "أرضًا" و"ترابًا"، تستطيع مياه المعمودية أن تغطيه لتقتل فيه أعمال الإنسان العتيق مرتفعة بنفسه بالصليب إلى فوق يطلب السمويات. وإن كان الإنسان في كبريائه صار جبلًا شامخًا وصلدًا، فإن المياه تغسله تمامًا ليصير جبلًا مقدسًا يحمل رائحة الحياة التي في المسيح يسوع عوض الحياة العتيقة التي اتسمت بالكبرياء!
نستطيع أيضًا أن نقول بأنه كلما اشتدت التجارب على المؤمن وكأنها بمياه طوفان فإننا إذ نكون بحق في الفلك - كنيسة السيد المسيح - حتى وإن اهتز الفلك إلى حين، لكن التجارب تحيط بنا ولا تدخل فينا، تثور ضدنا لكنها ترفعنا كما رفعت المياه الفلك، ويبقى المؤمن خلال التجارب يرتفع في عيني الله، حتى متى انتهت الضيقات يستقر على أعلى قمة جبل ويبقى هكذا ممجدًا في الرب.