أثناء الطفولة تتجلى الآن بعنف واتساع، ويود الطفل لو ينسلخ عن طريقة الحياة والتفكير والإحساس التي يتبعها محيطه.
انه في ثورة مكشوفة على السلطة والتقاليد العائلية، كل خضوع لسلطة خارجية يبدو له عبودية لا تطاق. انه يمقت الإمتثال للقواعد المألوفة ويبتغي الغرابة بأي ثمن. وإن ما يسمى بأزمة الأصالة عند المراهق (crise d’originalité juvénile) قد يحثه على إتيان الغرائب الشاذة رغبة منه في تعزيز نفسه واجتذاب الآخرين اليه.
ويبهره ما لاقاه من اكتشافات في عالمه الداخلي غير مرتقبة فيعتقد نفسه بسهولة كائناً فريداً غير اعتيادي. ويورث عنده عدم فهم بيئته له شعوراً بالعزلة مؤلماً يعمل على تذوقه بلذة مرة.