القديس أفراهاط الحكيم الفارسي
خيرات العالم ليست مصدرًا للسلام!
[اهدأ يا من تفتخر بنفسك، لا تتبجح! فإن كانت ثروتك ترفع قلبك، فهي ليست بأكثر من ثروة حزقيا، الذي تمادى وتشامخ بها أمام البابليين، فحُملت كلها إلى بابل.
إن كنت تفتخر بأبنائك، فسيُقادون من عندك إلى الوحش كأبناء حزقيا الملك الذين اقتيدوا بعيدًا، وصـاروا خصيان في قصر ملك بابل (2 مل 20: 18، إش 39: 7).
وإن كنت تفتخر بحكمتك، فإنك في هذا لا تفوق رئيس صور، إذ قيل له: "ها أنت أحكم من دانيال، سرّ ما لا يُخفي عليك" (خر 28: 3).
وإن ارتفع عقلك متكلاً على سنك أنك كثير السنوات، فعددها ليس بأكثر من سني رئيس صور الذي حكم المملكة خلال أيام 22 ملكًا من بيت يهوذا أي لمدة 440 عامًا. وإذ كانت سنوات ملك صور كثيرة لذلك قال في قلبه طوال هذا الوقت: "أنا إله، وفي كرسي الله أجلس في قلب البحار" (حز 28: 2). لكن حزقيال قال له: "أنت إنسان لا إله" (حز 28: 2). فبينما كان رئيس صور بين حجارة النار يتمشى (حز 28: 14) كانت الرحمة تحل عليه. ولكنه عندما تشامخ قلبه صار "الكروب المظلل (وقد) حطمه"[4].]