تصدر صرخات داود النبي من قلوب الكثيرين، حين يشعر الإنسان كأن كل من هم حوله يودون أن يبتلعوه، أو يفترسوه، حتى وإن أظهروا كلمات معسولة أو حنانًا ظاهريًا.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن من بركات الرب على الإنسان أنه لم يهبه أنيابًا كالأسود، ولا قدرة على السرعة، مثل كثير من الحيوانات، ولا ضخامة جسم كالفيلة، لأن هذه الحيوانات المفترسة غالبًا ما لا تؤذي من هم من فصيلتها، أما الإنسان فكثيرًا ما يود أن يؤذي أخاه الإنسان حتى وإن لم يكن قد بادره بأذيته. فلو كان للإنسان هذه الإمكانيات التي للحيوانات لبادت البشرية من على وجه الأرض.
يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن داود النبي -الحمامة البكماء- يتحدث عن الأعداء، ويقصد بهم الشياطين التي تثير البشر، ليحملوا عداوة ضد أبناء الله. إذ تريد أن تطأ عليهم كما بأقدامها. كما يقصد هنا بالعدو شاول الملك الشرير، وأيضًا أنطيوخس أبيفانس الذي قاوم شعب الله، ودنس الهيكل مقدمًا خنزيرًا على المذبح في أيام المكابيين، وأيضًا يرى في العدو بابل التي أسرت الشعب.